أحلام جنوبيي السودان تبخرت

صحيفة أميركية: أحلام جنوبيي السودان تبخرت

صحيفة أميركية: أحلام جنوبيي السودان تبخرت

جنوب السودان

ذكر تقرير نشرته «لوس أنجلوس تايمز» الأميركية، أن آمال سكان جنوب السودان وفرحتهم بميلاد دولة جديدة العام الماضي ذهبت أدراج الرياح لتحل محلها مشاعر السخط تجاه ما يرونه من فساد مستشر وحكومة غير مبالية بمواطنيها.
وأوردت الصحيفة قصة دافيدكا كليمينت التي قطعت رحلة طويلة قبل سنوات لتصل الى العاصمة جوبا لدى سماعها بأن البلاد قد تستقل وتعمل لصالح سكانها.
وأفادت أن أحلام كليمينت -التي تعمل بتكسير الصخور وتحويلها الى حصى بمنطقة روك سيتي التي تعتبر من أفقر أحياء العاصمة جوبا- وكذلك آمال الأخريات بهذا المجال قد تبخرت.
وتستغرق كليمينت عشرة أيام لاعداد كومة من الحصى بارتفاع قدمين، غير أن المشترين بالقرية قليلون مقابل البائعين، ويصل دخلها اليومي نحو دولار واحد.
وتقول: «ماذا بوسعنا أن نفعل؟ أذهب الى البيت وأبكي من الألم، ولكنني أضطر للعودة من أجل العمل»، وتضيف «أتمنى أن تنظر الحكومة اليّ كشخص فقير، وتدعوني للعمل حتى أبقى على قيد الحياة».
ورغم أن اعلان الاستقلال عن السودان في يوليو شكل بذرة أمل للجنوبيين، فان البلاد تعاني من استشراء الفساد واهمال الحكومة للخدمات، وطغيان مشاهد الدمار على مشاهد العمران.
وتتابع «لوس أنجلوس تايمز» -التي ترسم مشاهد الفقر في جوبا من شوارع غير معبدة وفنادق مكونة من حاويات للشحن- قولها ان الفنادق تعج بالمحللين بالشؤون النفطية والمستشارين الحكوميين وعمال الاغاثة والصحافيين الذين ينتظرون جميعاً ما اذا كان «المولود الجديد سيعيش أم لا». وبينما تبدو المستشفيات الرئيسة بالعاصمة كئيبة ووضيعة، فان المرافق الصحية والمدارس تبدو نادرة بالمناطق الريفية.
وفي ظل غياب الاهتمام الحكومي بالمرافق الطبية، حاول البعض بناء عيادات خاصة، منهم حسن الذي كان متفائلاً جداً العام الماضي بتوسيع العيادة وبناء غرفة عمليات وعيادة لطب الأطفال، ولكن تلك الطموحات تقلصت اليوم نظراً لقلة المراجعين الذين لا يستطيعون تحمل الأسعار ولا سيما أن الحكومة لم توفر لهم فرص العمل بعد.
ويقول حسن، ان الظروف ستزداد سوءاً مع تعليق تصدير النفط بسبب الخلاف مع الخرطوم، مشيراً الى أن مشكلة الفساد لا تقل خطورة عن الأزمات الاقتصادية.
ويشير الى أن المسؤولين يجنون العائدات النفطية، فيملك بعضهم الملايين في حين لا يملك الناس شيئاً.