الحرية والعدالة والمساواة بين البشر

 إذا أردنا أن نكون أبناء عصرنا، فأنّه لا يحق لرجال الدين التدخل في شؤون الفن والثقافة ولو كان الموضوع متعلقا بالله والأنبياء، فهؤلاء ملك البشرية جمعاء، وليسوا محتكرين لشيوخ وأديان محددة، وإذا كان لأحد الحق بالتدخل، فيجب أن يتم الأمر عن طريق قوانين الدولة، فالقضاء وحده من يملك الحق بالحكم وقبول أو رفض مسلسل ما وتقييمه، إن كان لصالح المجتمع أو لا. وأما غير ذلك، فهو تعبير عن تراجع دور الدولة العمومي، وتقدم الفكر الديني نحو مشروعه الديني التكفيري لكل أنواع الفنون والآداب والعلوم والفلسفة، وكل ما يعلي من شان العقل والحرية والعدالة والمساواة بين البشر بغض النظر عن الدين والجنس واللون وأشياء أخرى.
 إبعاد سلطة رجال الدين وعبر القانون عن التدخل في شؤون المجتمع والفن وأي أمر مجتمعي آخر، وأن يكون الشأن الديني شأن شخصي محض، وعندها يحق لأي شخص، وفنان وكاتب ومبدع، أن يكتب عن الدين بالطريقة التي يراها مناسبة، وكل اعتراض يجب أن يكون عبر القضاء الذي يجب أن يكون ليس لصالح سلطة الدين كما هو حالياً (- فهو لصالح الدين الإسلامي-السنّة) بل لصالح كل أفراد المجتمع وبشكل متساوٍ.
أختتم بالقول لا يمكن للمجتمع أن يتقدم ما دامت سلطة رجال الدين، تحشر أنفها في كل شاردة وواردة، ويتقدم فقط حين يتم كفّ أيديهم عن التدخل في حياة الناس، وعندها سيؤمن من يرغب بالإيمان، بشكل حر وعقلاني وباعتدال وبتسامح وبرقي، فهل نحن ذاهبون إلى هناك، أنا لا أعتقد ذلك في أوقاتنا الحالية؟