الحزب الشيوعي السوداني

لا تفاوض مع المجلس العسكري الاّ حول كيفية تسليم السلطة

الاضراب السياسي والعصيان المدني ليس جسرا لتحسين الموقف التفاوضي مع المجلس العسكري الانتقالي

يتحمل المجلس العسكري الانتقالي وقوات الدعم السريع المسؤولية كاملة ،اعترف بها او لم يعترف ، عن المجزرة الغادرة والابادة التي ارتكبت امام القيادة العامة ،وما حدث من هجمات وقتل لمواطنين عزل في مدن السودان واحياء العاصمة وما وقع من ارهاب وانتهاكات منذ 11 ابريل 2019 في عملية انتقام حاقدة وغادرة لتغيير توازنات القوى في الساحة السياسية وعودة النظام البائد في ثوب جديد وحلفاء جدد بمساعدة ومباركة من دول خارجية لها المصلحة في استمرار السياسات القديمة مع تغييرات شكلية عليها لا تمس جوهرها وبقاء السودان في المحور العسكري واستمرار قواته في حرب اليمن .
قصدت المجزرة تصفية مجرمة لنشطاء الثوار المرابطين الصامدين المصممين على استكمال الانتفاضة ونجاحها لغاياتها العظيمة التي عمل لها الشعب وخط مسار جديد يستديم الديمقراطية والسلام ومفارقة المسار القديم الذى هلك السودان وقاد الى التخلف والفقر والتبعية للخارج وشق المسار الجديد الذى يسهم في نهضة وتقدم السودان لمصلحة شعبه عبر تملكه وتوظيف واستغلال موارده وثرواته الغنية و استغلال ما ينتج من فائض قيمة عمل في تنمية مستقلة معتمدة على الذات وتحقيق نهضة السودان ورفاهية شعبه وسيادة ارادته على وطنه .
مهمة ومبادرة رئيس وزراء اثيوبيا – الجارة الشقيقةتصب في تحقيق اختراق الافق المسدود في اتجاه مواصلة التفاوض بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى اعلان الحرية والتغيير مقترحاً توزيع الانصبة في مجلس السيادة بين 8 مدنيين و7 عسكريين (كامل المجلس العسكري) ورئاسة دورية يستهلها العسكر في النصف الاول من الفترة الانتقالية وبالتأكيد ستتواصل الجهود لفرض التفاوض من جديد .
يقدر ويدعم الحزب الشيوعي السوداني ما تقدمت به قوى الحرية والتغيير من شروط لاستئناف المفاوضات مع المجلس العسكري الانتقالي خاصة مطلب اجراء تحقيق دولي بما تم ووقع من مجازر وفك الاسرى والمعتقلين وسجناء الراي فوراً ونضيف مطلب محاكمة الذين ارتكبوا الابادة الجماعية وجرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية في (لاهاي).
يرى الحزب ان ما تقدمت به قوى الحرية والتغيير من شروط لاستئناف الحوار ماهي الا مطالب ومهام يجب فرضها وانتزاعها قسرا في كل الحالات سواء استؤنفت المفاوضات او دونها ، فهي حقوق لن تسقط في حالة عدم استئناف التفاوض .
ايقنت قوى اعلان الحرية والتغيير- بما لا يدع مجالا للشك – ان المجلس العسكري الانتقالي لم ينحاز للشعب بخلعه لراس النظام كما ادعى انما كان انقلابا مدبرا لقطع الطريق على الانتفاضة حتى لا تصل الى غاياتها في الاسقاط الكامل للنظام وتفكيكه وتصفيته ونجح المجلس العسكري الانتقالي في استخدام ما تحقق من استتباب الامر له من خلال اطالة امد المفاوضات وكسب الوقت لتجميع بعض من قوى النظام المباد وطعن قوى الثورة من الخلف بارتكاب المجزرة وفض الاعتصام وترهيب المواطنين لفرض توازن جديد للقوى سيراً على مخططاته وعودة نظام الرأسمالية الطفيلية عاجلا او اجلا . كما عمل طوال المفاوضات على اختراق مواثيق قوى الحرية والتغيير والبرامج الموقع عليها وفرض واقع وبرنامج جديدين حفاظا على التمكين والثروات المكتسبة لدى الرأسمالية الطفيلية ومنع اجراء المحاكمات السياسية والجنائية ومكافحة فساد الرأسمالية الطفيلية في نهب موارد وثروات البلاد وبيعها والتفريط في سيادة السودان . والادهى السعي لإبقاء المليشيات العسكرية للنظام وحزبه ودمجهم في القوات النظامية وما يتبع ذلك من تغيير تركيبة القوات النظامية وقوميتها والعقيدة القتالية لها تجييرا لمصلحة الرأسمالية الطفيلية وما تقيمه من نظام مستدام لمصلحتها .
يستعين المجلس العسكري في الترويج وتنفيذ مخططه ببعض القوى الاجتماعية المحسوبة على المعارضة التي كانت تتبنى مشروع الهبوط الناعم قبل اندلاع الانتفاضة ولا مصلحة لها في التغيير الجذري واكتفت بخلع راس النظام املا في ارث النظام البائد وسياساته .
يعمل المجلس العسكري على تبنى اجراء انتخابات عامة عاجلة وغير متكافئة وفى ظروف لم تتهيأ لإجراء انتخابات نزيهة بقصد استنساخ تجربة انتخابات 2010 التي لم تحقق فيها النزاهة رغم الضمانات والرقابة الدولية عليها واعطاء شرعية انتخابية لقوى النظام البائد والحلفاء الجدد قطعا للتغيير الجذري دون استئصال شأفة الرأسمالية الطفيلية في السودان وعقد مؤتمر دستوري قومي بمشاركة ممثلين من كافة اهل السودان لوضع خارطة لحل الازمة العامة والتوافق على كيفية حكم السودان ورسم حاضر ومستقبل وصنع سودان يسع الجميع .
صمود شعب السودان رغم المجازر والانتهاكات واصراره بحزم على استكمال الانتفاضة افشل مخططات تغيير توازنات القوى وشعبنا المعلم يواصل انتفاضته واستكمالها في اتجاه تفكيك وتصفية ذيول النظام واسقاط المجلس العسكري وحلفائه .
ما لا يفقهه المجلس العسكري الانتقالي وحلفائه في الداخل والخارج عمق هذه الانتفاضة الشعبية التي اختزلت في ذاكرتها تجارب نجاحات واخفاقات الثورة السودانية وحملها لقضايا عالقة دون حل منذ الاستقلال قادت لتراكم الازمة العامة واتساع الحروب الداخلية و سيادة الدائرة الشريرة وعدم استقرار السودان سياسيا وغياب التنمية المتوازنة والعدالة الاجتماعية مما اقعد السودان وافقر عموم اهله لصالح اقلية من النخب السياسية تثرى على حسابهم ولابد من تغيير المسار القديم وفتح الطريق لمسار جديد ومن ثم لن يسمح شعبنا بتجيير الانتفاضة والاضراب السياسي والعصيان المدني لتحسين الموقف التفاوضي مع المجلس العسكري الانتقالي بل لإحداث تغيير جذري وصنع سودان يملكه جميع شعبه .

· فلنواصل الاضراب السياسي والعصيان المدني حتى اسقاط المجلس العسكري واسترداد السودان من فئات الرأسمالية الطفيلية (متأسلمة كانت او علمانية ).
· المجد والخلود لشهداء الثورة السودانية .
· الشفاء العاجل للجرحى والمصابين .
الحزب الشيوعي السوداني
سكرتارية اللجنة المركزية 8 يونيو