مناوي: حميدتي ليس عدوّنا وقوش كان يقود مبادرة لكن مجموعة أمين حسن عمر قطعت الطريق أمامه


في الحوار التالي مع رئيس حركة تحرير السودان؛ مني أركو مناوي يكشف فيه عن ما دار في لقاءات المعارضة المسلحة في الإمارات وماهية هذا التحرك بعد سقوط البشير ويعلِّق على الاتفاق الذي تم مؤخراً بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري بقوله “فيه جوانب إيجابية إلا أن بعض النقاط المتعلقة بالجداول الزمنية والنسب غابت عنها الشفافية ويعود مناوي ويقول الذي بدا غير قلق بنقل السلطة للمدنيين ” نحن قضيتنا المُلحة الآن هي أوضاع النازحين وعودتهم لقراهم أكثر من اهتمامنا بنقل السلطة للمدنيين” ويكشف عن اتصالاته مع مدير الأمن السابق، صلاح قوش.

كيف ترى الاتفاق الذي توصل إليه المجلس العسكري مع قوى الحرية والتغيير؟
طبعاً فيه جوانب إيجابية جدا لكن هناك عدم شفافية في بعض النقاط خاصة فيما يلي الجداول الزمنية والنسب، فالمتضررون في السودان أكثر من المتفاوضين؟ أنا أنصح بضرورة النظر إلى أن الأزمات التاريخية لن تنتهي بنقل السلطة للمدنيين.

– انتقدت الجبهة الثورية حلفاءها في قوى الحرية والتغيير واعتبرت أن تجاوزاً حدث لها في المفاوضات مع المجلس العسكري، هل لا يزال التجاوز قائما؟

التجاوز الذي قصدناه في المنهجية وليس في التمثيل في التفاوض نفسه، كنا نعتقد أن المنهج المطلوب ينبغي أن يشمل نقاطاً أساسية مع المجلس واعتبرناها الأساس لعملية التحول درء لتكرار التجارب القديمة وهذا ما لم يحدث. نحن في آخر اجتماع احتجينا على عدم التفاوض بدون منهج.

يعني لم تتفقوا على منهج تفاوضي؟
نعم حتى ذلك الوقت لم نتفق على منهج تفاوضي.

الآن، هل أنتم شركاء أساسيون مع قوى الحرية والتغيير؟
نحن شراكتنا نسبية مع قوى الحرية والتغيير.

هل النسبة قابلة للزيادة؟
يتوقف ذلك على مواقف جديدة.

الجبهة الثورية تلقت دعوة من دولة الإمارات وثار جدل حول هذه الزيارة وكواليسها، ما الذي جرى؟
نعم، تلقينا دعوة نحن في تحرير السودان وكذلك حركة العدل والمساواة والحركة الشعبية جناح عقار عرمان.

وحفاؤكم في نداء السودان؟
نعم، حزب الأمة والمؤتمر السوداني، يمكنك القول إنه اجتماع لبعض قوى المعارضة السودانية.

لم يُشهد للإمارات دور سياسي فاعل في المشهد السوداني، فما الذي استجد؟
الإمارات كانت متواصلة مع الحكومة السودانية ولديها علاقات وانتقل الأمر مباشرة إلى المجلس العسكري بعد خلع البشير، فبالضرورة تجلس مع المعارضة.

ماذا ناقشتم؟
الإمارات لديها اهتمام بما يجري في السودان وعلى نحو خاص نقل السلطة إلى المدنيين بشكل سلس. وطرحت علينا مشروع مبادرة “إماراتية سعودية مصرية” لدعم العملية السياسية في السودان.

هل ستكون المبادرة مع جزء من العملية السياسية الداخلية التي تجري حالياً بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري؟
نحن قضيتنا المُلحة الآن هي أوضاع النازحين وعودتهم لقراهم أكثر من اهتمامنا بنقل السلطة للمدنيين.

يعني لست قلقاً على تأخر نقل السلطة للمدنيين؟
الآن لست قلقاً، فهذه مرحلة لم نصلها بعد.

لكن كيف يتم إنجاز قضايا السلام دون إسناد الأمر لسلطة مدنية؟
أي تنظيم أو جسم يفرضه الواقع السوداني ينبغي أن يسعى مباشرة لحل الأزمات التاريخية إن كان سلطة مدنية أو مجلس عسكري، وأعني بالأزمات التاريخية الخلل في هيكل الدولة السودانية.

الاتصالات بمحور الإمارات عدها كثيرون أنها تدخل في الشأن السوداني ومحاولة فرض إرادة خارجية؟

السودان لم يكن بعيداً عن التدخلات. النظام السابق كان “عميل” لدول محددة، الذي لا خلاف حوله هو أن لعبة المحاور ينبغي أن لا ندخل فيها لكن الفيصل هو توظيف هذه اللعبة لصالح استقرار السودان. والذين باتوا على سدة المسؤولية الآن يتوجب عليهم توظيف المحاور لصالح السودان.

هل طرحت المبادرة الإماراتية أي مشروع لتصفية الإسلام السياسي؟
أبداً…لم تطرح الإمارات قضية الإسلام السياسي كما أنه ليس قضيتنا نحن، قضيتنا هي كيفية إدارة البلاد انطلاقا من التنوع لدعم وحدته.

بعد الإمارات تلقيتم دعوة من حكومة مصر؟
نعم واجتمعنا معهم، في مصر القضية مختلفة، مصر شديدة الاهتمام باستقرار السودان بحكم الوضع الجغرافي وتضع أمامها النموذج الليبي، فهم يحاولون البحث عن أي وسيلة لدعم استقرار السودان على نحو سلس. لكن رؤيتهم لا تخرج عن مبادرة المحور الثلاثي.

هل تواصلتم مع السعودية؟
على مستوى حركة تحرير السودان، لم نتلق دعوة من السعودية.

أنتم كحركات مسلحة، هل لديكم تواصل مباشر مع المجلس العسكري؟
نعم من وقت لآخر نتواصل في بعض القضايا التي تخص مناطق النزاعات، أنا شخصياً لدي تواصل مع حميدتي منذ قبل أن يكون نائباً لرئيس المجلس.

تواصل مع حميدتي؟ ألا يبدو غريباً وأنتم تقاتلون بعض في الميدان؟
عدونا التاريخي لم يكن حميدتي، عدونا هو حكومات السودان منذ الاستقلال، حميدتي ليس عدواً لكنه قبل أن يكون أداة لسياسات المركز.

وكيف تقيّم وضعه الآن في خارطة العملية السياسية بعد سقوط البشير؟
الوضع الآن فرضه الواقع، وأصبح حميدتي جزءاً من التغيير، وقواته تسيطر على الخرطوم، هو فعلاً كان يحارب لصالح النظام لكن في لحظة فارقة اختار أن يكون مع الشارع. لكن لن يكون الوضع الجديد بمثابة صكوك غفران للجناة.

هل كان لديكم اتصالات مع مدير جهاز الأمن السابق؛ صلاح قوش؟
حتى نهاية 2018 كنا متواصلين مع صلاح، هو كان يطرح رؤية جديدة لحل الأزمة وكان الظاهر لنا أنه يعتقد أن رؤيتنا نموذجية لحل الأزمة، لكن لاحقاً علمت أن مجموعة أمين حسن عمر وقفت ضد رؤيته داخل السلطة فتوقف الاتصال بيننا.

وكيف كانت قراءة قوش للوضع في الأيام الأخيرة؟
كان يتنبأ بالمزيد من فشل الحكومة على الأقل هذا ما ظهر لنا.

حاليا كيف تنظر للأمور وإلى أين تسير؟
في أربعة عناصر مهم وضعها بعين الاعتبار.

ماهي؟
أولاً: المجلس العسكري بات أمراً واقعاً، لابد أن يكون جسراً للعبور لمحطة الاستقرار. ثانياً: الحراك الشعبي المستمر والمتسع يوماً بعد يوم علينا استيعاب كل الشعارات في الشارع بجدية مثل قضايا السدود قضايا النازحين، قضايا الديمقراطية.

ثم؟

ثالثاً: القوى السياسية والمدنية التي تتحرك الآن وتتفاوض مع المجلس العسكري، هي قوى حقيقية وتعبِّر عن رأي الشارع لكن أيضاً يجب أن تفسح الفرص الواسعة أمام قوى جديدة، أقصد التيار الشبابي العريض الموجود في الشارع غير المنتمي لحزب أو كيان، أو حتى المنتمي هناك قضايا شباب ذات خصوصية.

ورابعاً؟
الحركات المسلحة حتى وإن دعمت الحراك السلمي فلا تزال حيّة وترفع ذات الشعارات لكنها تنتظر لتطبيق شعارات الثورة، وقف الحرب لإعادة هيكلة الدولة.

تتحدث وكأنكم لستم شركاء في التفاوض؟
نحن شركاء حتى إسقاط النظام لكن هناك بوادر ظهرت بعد سقوط البشير ربما أشعرتنا بمحاولة التخلي عن شعارات الثورة لا نريد تكرار أبريل أو أكتوبر، البشير ليس هو كل الأزمة هو فقط امتداد للأزمات التاريخية المتراكمة، لكن أعتقد أن الجهد لن يكون كبيراً في اتجاه إحداث اختراق لحل الأزمات التاريخية إذا صدق المجلس العسكري.

متى نرى مناوي في الخرطوم؟
قريباً…إذا شرع المجلس العسكري في الإجراءات الروتينية المتعلقة بالمعارضة العسكرية.
التيار