حوار مع الامين العام لمكتب الخارج لحزب المؤتمر السودانى حمزة فاروق

صوت الهامش تجري حوار مع الامين العام لمكتب الخارج لحزب المؤتمر السودانى حمزة فاروق


=================
أجرت صوت الهامش حوار مع الامين العام لمكتب الخارج لحزب المؤتمر السودانى وذلك عقب حضوره المؤتمر العام الاستثنائي للحركة الشعبية – جناح الحلو فى كاودا والذى تطرق لمختلف القضايا الى مضابط الحوار

١-كيف هي الأوضاع لمواطني المناطق المحررة عقب مشاركتكم في المؤتمر العام؟

ستكون اجابتي علي هذا السؤال تحديداً مفاجاة لكثير من القراء الذين لم يحالفهم الحظ ويقوموا بزيارة الاراضي المحررة.
اتاحت لى فرصة المشاركة فى المؤتمر الاستثنائي للحركة الشعبية الوقوف على حقيقة الاوضاع بمناطق سيطرة الحركة بالعين المجردة وانا انقل شهادتى للتاريخ ، لقراء صوت الهامش ، و لكافة السودانيين بتجرد.
تعيش مدينة كاودا حياة طبيعية فى ظل إدارة الحركة الشعبية بصورة ملفتة للنظر. هناك مدارس و هناك مؤسسات تعليمية و جامعة ، هناك أيضا مستشفيات ومراكز صحية و أسواق و جهاز عدلى و شرطة و قوات مسلحة. المدينة وكل مناطق سيطرة الحركة تعانى من محدودية المواد الغذائية والسلع الضرورية ، لكنها قامت بموائمة ظروف الحرب و استغلال الغذاء والدواء كاليات حرب من النظام وتتعايش أولا بالإنتاج المحلى لأن الأرض هناك معطاءة تمنح الحب والحياة وتستحق بالفعل الموت من أجل التراب. هناك موارد طبيعية زراعية وحيوان تكفل للمواطنين الحياة بشكل مرضي شديد وفي تكافل وتعاضد مدهش وهناك تطوير ملحوظ لقيم التعاون والتعاضد لمواجهة قسوة الحصار الاقتصادى ولكن بشكل عام تكاد تبصر وطنا بلا حروب وانت هناك.

٢- كيف هي الحالة المعيشية لهم هل ييعشون حياتهم دون إشكاليات؟

بالتاكيد هنالك اشكالات لكنهم قادرين على التغلب عليها والمعايشة معها بالاشياء الطبيعية التى تنتجها المنطقة . اغلب المشاكل في الضروريات المصنعة الغذائية والدوائية و هناك حوجة للادوية والملابس والاحذية . طبعا انت يمكن أن تتصور حياة بلا اتصالات جيدة أو كهرباء منتظمة لكن هم سعداء هناك ويتطلعون إلى وضع حد للمعاناة والانطلاق نحو الرفاهية والتقدم ولكن ليس بأية ثمن .

٣- البعض يقول بأن هناك أزمة غذائية ودوائية بالنسبة لمواطني المناطق المحررة،بحسب وجودكم هناك هل لمستم هذا الأمر؟

بالتاكيد هذا امر لا يحتاج فى الواقع الى زيارة ميدانية . واحدة من القضايا العالقة او التى تسببت فى تعليق مفاوضات السلام عدم الاتفاق على معابر المساعدات الانسانية حيث تتمسك الحركة بالمعابر الهجين داخلية وخارجية و يتمسك النظام بمعابر تحت سيطرته لياخذ المواطن رهينة . اوضحت فى الاجابة على السؤال السابق ان هناك شح حاد فى الغذاء و الدواء لدرجة التحول إلى أزمة مقيمة ، خاصة في كل مايخص المواد الضرورية المصنعة وخاصة الادوية المنقذة للحياة ، وهذه الأزمة فى تقديرنا بحاجة لحل عاجل وفق مسار خارطة الطريق الذى وضع الوصول إلى هدنة عبر اتفاق وقف عدائيات و اتفاق حول المساعدات الإنسانية ومعابرها كاولوية ونحن ندعم التوصل إلى اتفاق أو أي حل آخر يتيح وصول آمن للمواطن للغذاء والدواء.

٤-أحلام مواطني المناطق المحررة هل هم يتوقون شوق لسلام يرضي طموحاتهم ويحقق احلاهم؟
هذا هو اول انطباع يلامس الزائر للمنطقة تطلع سكان المنطقة للسلام العادل . وبالمناسبة الشعب الموجود في المناطق المحررة عندما تناقشه وبغض النظر عن مستواه التعليمي او انتماءه التنظيمي تجد الطابع العام انه يتفهم ويعد أسباب اختيار العيش هناك، وماهي قضيته وهدفه. باختصار شديد شعب المناطق المحررة استطاع أن يطور نفسه رغم الامكانات الضعيفة حتى لغة المخاطبة في الشارع تجدها لغة تفكيك وتحليل حتى تظن في بعض الاحيان انك في نشاط احدى الجامعات .

٥- ماهي الإنطباعات التي خرجت بها من كاودا عاصة إقليم جبال النوبة؟

كاودا مدينة مظلومة اعلامياً مدينة تملك كل مقومات المدينة السياحية ، من مناظر خلابة وبالاصح المناطق من ايدا بولاية الوحدة فى دولة جنوب السودان وحتى تصل كاودا تصلح لان تكون منتجعات سياحية بدرجة ممتازة . أجريت حوارا ملهما مع مك مدينة كاودا سنقوم ببثه فى فيديو مسجل على الصفحة الرسمية لحزب المؤتمر السودانى بالفيس بوك ، وهذه سانحة استغلها لشكر كل اهالي كاودا لحفاوة الاستقبال وللكرم الفياض الذي احاطوني به .

٦- ما الرسالة التي قدمها المؤتمر العام للحركة الشعبية؟

للامانة والتاريخ المؤتمر العام كان مؤتمرا شفافاً وامتاز بصراحة غير معهودة في التنظيمات التي تختار العمل المسلح. كل المؤتمرين ناقشوا المنفستو والدستور بشفافية وحرية وروح راقية وابدوا اراءهم. حتى نحن الضيوف كانت لنا مشاركات واخذنا الفرصة كاملة للنقاش وابداء الراي و لا اذيع سراً ان بعض اراء الضيوف تحولت إلى توصيات وقرارات من قبل المؤتمر العام الاستثنائي.

٧-مشاركة المؤتمر السوداني في المؤتمر ما المغزى منها؟

ليس سراً ان الحركة الشعبية حليف استراتيجي لحزبنا إذ تجمعنا أرضية مشتركة من الرؤى و التصورات حول مستقبل السودان ، ونحن شركاء فى تحالف نداء السودان ، ومشاركتنا في المؤتمر ليس برتكولا سياسياً وحسب ، أو مجاملة بل هو تمتين تلك العلاقة التاريخية بين التنظيمين وتعزيز لمفهوم العمل من أجل هدف واحد من مواقع مختلفة وتأكيد على أن المؤتمر السودانى يعى أن إنجاز مشروع مقاومة النظام وتأسيس وضعية جديدة على هدى التصورات المبذولة عن السودان الجديد هو عمل مشترك لن يقوم به حزب واحد بمفرده.

٨- أين يقف حزب المؤتمر السودان من أطراف الصراع في الشعبية؟

حزبنا يقف علي مسافة واحدة من الطرفين . نحن لسنا ضيوفا فى ساحة الحركة الشعبية ولسنا اصحاب مصلحة الا فى وحدتها وقوتها و سلامتها وكما. كان مؤسفا الانشقاق الاخير وقد نقلت بوضوح خيبة حزبنا ازاء الانشقاق لقيادة الحركة الشعبية فى كاودا و فى كلمة الحزب امام المؤتمر العام . لن نسكب الدموع على الواقع ، ولن نتعامى عن حقيقة الانشقاق او نتعالى عليه بل سنعمل على توظيف قدرات كل قوى السودان الجديد لتكون فى خدمة المشروع .أيضا سنحرص على أن يكون الانتقال بأقل خسائر ممكنة . فى الاجابة على السؤال السابق قلت أن تحالفنا مع الحركة الشعبية كتنظيم وفكرة ومشروع وليس مع الاشخاص وأضيف أن علاقتنا بالقيادات فى الطرفين مميزة ونحن على تواصل تام معهم و سنضع هذا التواصل فى خدمة انتقال سلس للحركة الشعبية من واقعها الحالى.

٩- خطابكم الذي قدمتوه في فاتحة أعمال المؤتمر هل يمكن أن يكون نواة لتحقيق أحلام وتطلعات أهالي جبال النوبة؟

كما تعلم ان جوهر فكرتنا كحزب تنطلق من رؤية نظرية تقول ان هناك مشكلات معقدة فى بلادنا لم يتم التطرق اليها بشفافية و موضوعية. نحن نعى أن هناك مشكلات ناتجة عن وضعية المركز و الهامش التاريخية. نحن نعى ان هناك مشكلات متعلقة بغياب التنمية وعدم توازنها أن وجدت . نعى أن هناك مشكلات فى الحرية و فى المشاركة الشعبية وان أبرز مواليد هذه المشكلات التى تزاوجت هى الحرب و الانفصال . رسالتنا لكل العالم و للحركة الشعبية أننا بحاجة لعقل سياسي و لمشروع سياسى جديد ونظن أننا فى المؤتمر السودانى نحمل بعض سمات وخصائص هذا المشروع وكذلك الحركة الشعبية وأخواتها فى المقاومة المسلحة و غيرنا من قوى سياسية وفكرية ومدنية .

١٠- القضايا التي ناقشها المؤتمر كيف تنظر إليها؟

اعتقد انها كانت قضايا منتجة ومفيدة وفي راي الشخصي ان هذا المؤتمر الاستثنائي سيكون منعطف تاريخي ليس للحركة الشعبية فحسب انما للحركة السياسية السودانية عموما واعتقد اذا استثمرت كل المخرجات بطريقة سليمة من قبل تنظيمات المعارضة سيكون دفعة كبيرة في اتجاه التغيير الايجابي لواقع السودان.

١١- مطالبة حق تقرير المصير اثار العديد من ردود الأفعال أين حزب المؤتمر السوداني من ذلك؟

انت ذكرت في نص السؤال حق تقرير المصير بالتاكيد عندما تقول حق لا يمكن لعاقل ان يكون ضد الحق واذا رجعت لمخرجات المؤتمر تجد ان تقرير المصير كان مشروطاً بعدة شروط وافتكر انها معقولة شكلاً وموضوعاً وتشمل جميع شعوب السودان المهمشة ووجهة نظري انها ستفضي لوحدة سودان جديد وتعالج جذور الازمة السودانية .

١٢- من خلال وجودكم هناك بما تفكر الحركة الشعبية هل ستمضي نحو المفاوضات وتحقق السلام العادل والاستقرار لمواطني النيل الازرق وجنوب كردفان؟

لا يمكنني الاجابة علي هذا السؤال بشكل قطعي لانني لست عضوا بالحركة ولكن الحل السياسي الشامل كان واحداً من الاليات التي اقرها المؤتمرون و بالتاكيد قيادة الحركة سوف تضع الترتيبات اللازمة والشروط التي تناسب وضع الحركة وحلفائها قبل الوصول الي اي حل سياسي.

١٣- ماهي رؤيتكم لتطوير نداء السودان عقب التطورات الاخيرة داخل الحركة الشعبية؟

نعتقد نحن في الحزب ان استقرار الاوضاع الان بالحركة الشعبية سوف يوفر مناخ ملائم لتطوير نداء السودان وجعله اكثر فعالية وحقيقة بدانا نعمل علي ذلك منذ الاسبوع المنصرم وندعو جميع الحلفاء في نداء السودان للعمل بجدية حتى نحقق طموحات شعوبنا في التغيير وتحقيق حلمهم في سلام عادل ووطن معافى.

نقلا عن صوت الهامش
اعلام حزب المؤتمر السودانى