وفي هذه اللحظات التي تطرد فيها الحكومة المواطنين السودانيين من بلدهم، وتحرمهم من مصادر كسب عيشهم، تفتح البلاد للمواطنين المصريين، وتوفر لهم أراضي الشعب السوداني ليعيشوا فيها، فتوطن 10 مليون مصري وتملك كل أسرة منهم 5 فدان!! يتم هذا العمل الخطير دون أن يستفتى فيه الشعب السوداني وكأنه قد اصبح كله من أملاك الحكومة!! أقرءوا هذه السخرية بالشعب، وتأملوا كيف دفع الخوف، وقصر النظر حكامنا، للوقوع في براثن الأطماع المصرية (قرر الدكتور أيمن فريد أبوحديد، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري، تشكيل وفدين من خبراء وزارة الزراعة لزيارة السودان غداً السبت 2 يوليو، لمعاينة مساحة مليون و250 ألف فدان في ولاية نهر النيل. واضافت صحيفة “المصري اليوم” 1 يوليو بان الرئيس السوادني عمر البشير رحب بتوطين 10 ملايين مواطن مصري. ويرأس الوفدين الدكتور فوزي نعيم، رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق، والدكتور محسن البطران، رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بوزارة الزراعة، ويضم خبراء في زراعة المحاصيل السكرية والقمح، وذلك لتنفيذ التوصيات التي أقرتها الحكومتين المصرية والسودانية خلال الزيارة التي قام بها الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء المصري الشهر الماضي واتفاقه مع المشير عمر البشير على زراعة مليون و250 ألف فدان هناك. وقال وزير الزراعة المصري في تصريحات لـصحيفة “المصري اليوم”، إن المشروع يعد الأكبر في إطار التعاون المشترك، موضحاً أن الوفدين سيقومان بمعاينة هذه المساحات ضمن اتفاق ترعاه حكومتا البلدين لتوطين الأسر المصرية في السودان، وتمليك مساحة 5 أفدنة لكل أسرة. وتجدر الاشارة الى ان وزير الدفاع الحالي عبد الرحيم محمد حسين سبق ودعا الى توطين (5) مليون مصري في السودان في محاضرة بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية للحفاظ على ما اسماه بـ “هوية السودان”!… وقال محمد مورو الكاتب الاسلامي المصري المعروف والمرشح لرئاسة الجمهورية بان السودان لا يملك مقومات دولة! وذكر المفكر المصري محمد حسنين هيكل والصحفي البارز عبد الحليم قنديل بان حل أزمات السودان ان تذهب اليه مصر بفائض قواتها وشعبها!)(حريات 1 يوليو 2011م). إن المصريين، وفي مقدمتهم مثقفيهم، يخططون لإحتلال السودان، وحكامنا يمهدون لهم هذا المخطط الإجرامي، عن خوف، وعجز، وغفلة، وظن خاطئ بأن المصريين سيساعدونهم في حروبهم ضد السودانيين من قوى الهامش أو الجنوب. ولو وعى الحكام المصريون الجدد الدرس، للجأوا للشعب، لا للسلطة المتسلطة عليه.. أفيكون النظام البائد، أعقل منهم، وأعرف بهذا الشعب، حين رفض فرص إحتلال واستيطان كهذه؟! حفظ الله البلاد وعاجل مغتصبيها وحال بينهم وبين ما يشتهون.