كيف إغتال الاستاذ علي عثمان الدكتور عوض دكام والفنان خوجلي عثمان

كيف إغتال الاستاذ علي عثمان الدكتور عوض دكام والفنان خوجلي عثمان؟justice
1- عصابة السبعة ؟
يملك الاستاذ علي عثمان الملكية الفكرية لفكرة الانقلاب العسكري ضد الديمقراطية الثالثة ، خصوصاً بعد أن شحنه ( وصحبه الاشرار ) الشيخ الترابي ضد السيد الإمام ، وشيطنه لهم ، ودعا لحتمية التخلص منه ، ومن النظام الديمقراطي الذي يجسده .
كان الاستاذ علي عثمان يمثل قطب الرحى ، بل الدينمو المحرك لعصابة السبعة ، التي خططت ، ونفذت إنقلاب الجمعة 30 يونيو 1989 . ولولا الاستاذ علي عثمان ، لما حدث إنقلاب الإنقاذ العسكري ، ولما دخل السودان في الزعازع المرعبة الحالية ، ولما إنقسم السودان إلى قسمين ، ولما خسرنا حلايب والفشقة ، ولما عرفنا بيوت الاشباح والجنجويد ، ومثلهم معهم مليون ( ولما ) . كان الاستاذ علي عثمان يمثل كل مفردة من مفردات جملة الانقلاب العسكري المفيدة … الاسم والفعل والحرف والنقطة .
وكان يعمل ( من وراء جدر ) ، ويخفي حتى على عرابه الشيخ الترابي كثيراً من مؤامراته ودسائسه ، كما حدث في عملية إغتيال الرئيس مبارك الفاشلة .

منذ بداية انقلاب علي عثمان في 30 يونيو 1989 ، وحتى مفاصلة الرابع من رمضان 1999 ، كان الاستاذ علي عثمان ، في واقع الحال ، الرجل الاول في النظام ، لأنه كان يدير الشأن التنفيذي في الدولة من وراء ستار .
كان الشيخ الترابي مشغولا بمشروعه الأممي الكبير الذي لم ير النور. كان الشيخ الترابي مهووساً بحزب المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي ( 45 دولة عربية واسلامية ) الذي اسسه في عام 1991 ، وصار أميناً عاماً له ، وترك تفاصيل إدارة الشأن السوداني لابنه الروحي الأستاذ علي عثمان .
من المفارقات العجيبة ، إن الاستاذ علي عثمان صار الرجل الثاني بعد مفاصلة رمضان 1999، التي خطط لها ونفذها ، بعد أن شعر الرئيس البشير بأنه صار رئيسا فعلياً ، ووضع الدولة العميقة في جيبه اليمين ، والدولة الظاهرة في جيبه الشمال … وكان ذلك بتدبير من الاستاذ علي عثمان نفسه ، ولإمر في نفسه .
وقتها ، لم يكن الاستاذ علي عثمان يتصور حتى في كوابيسه النهارية ، ان تتم إزاحته من النظام الذي خلقه بيديه في يوم الاحد 8 ديسمبر 2013 .
مثل يوم الاحد 8 ديسمبر 2013 ، نهاية رحلة طولها 24 عاما … منها 10 اعوام كالرجل التنفيذي الاول ، وبعدها 14 عاماً كالرجل التنفيذي الثاني ، في نظام شيطاني صنعه الاستاذ علي عثمان بيديه .
نعم … ولا نمل من التكرار ، فقد كان الاستاذ علي عثمان دينمو عصابة السبعة ، بل الرجل الفاعل فيها : ميدانياً ، وتنظيمياً ، وتنسيقياً ، وتمويلأ . كان هو الأب الشرعي لإنقلاب الإنقاذ ، وليس الرئيس البشير ، الذي كان عبارة عن واجهة ، أتى بها الاستاذ علي عثمان ، ليخدع الناس وخصوصاً المجتمع الدولي ، إنه إنقلاب قام به الجيش السوداني ، وليس الحركة الإسلامية . وإنطلت خدعة الاستاذ علي عثمان الماكرة حتى على ملوك الافك والتدليس ولعبات الملوص والتلاتة ورقات ، فصار الرئيس مبارك يتلفن شرقاً وغرباً ، وشمالاً وجنوباً ، مدعياً :
( دول بتوعنا ) .
فرح الرئيس مبارك ، لأنه كان يمقت الديمقراطية الثالثة الحقة في السودان ، خوفاً من ان يقول له شعبه :
أجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة !
خططت عصابة السبعة بقيادة الاستاذ علي عثمان ، ونفذت نهبهم المسلح للديمقراطية الثالثة فجر الجمعة 30 يونيو 1989 . وإستولد هذا النهب المُسلح ، كل الكوارث والماسي التي نعاني منها الان .
تكونت عصابة السبعة من المتامرين الاتية اسماؤهم :
+ الدكتور حسن الترابي ،
+ الاستاذ علي عثمان محمد طه … ( رئيس العصابة الفعلي ) ،
+ الاستاذ عبدالله حسن أحمد ،
+ الدكتور علي الحاج ،
+ الاستاذ ابراهيم السنوسي ،
+ الاستاذ يس عمر الإمام ،
+ والدكتور عوض الجاز.
قلتم آنى هذا ؟
قل هو من عند الاستاذ علي عثمان وعصابة السبعة .
2 – عصابة الستة ؟
اما عصابة الستة الكبارالذين خططوا ونفذوا ومولوا عملية محاولة إغتيال الرئيس مبارك ، فلا يزالون يتنفسون ويأكلون الطعام ويمشون بين الناس في الاسواق ، وهم :
+ الاستاذ علي عثمان محمد طه … وزير الخارجية وقتها ، رئيس العصابة .
+ الدكتور نافع علي نافع … مدير جهاز الامن الخارجي وقتها ، نائب رئيس العصابة .
+ الدكتور مطرف صديق … نائب مدير جهاز الامن الخارجي السابق ، عضوا ،
+ العقيد نصر الدين محمد أحمد … مدير إدارة العمليات بجهاز الأمن الخارجي السابق ، عضوا
+ دكتور عوض أحمد الجاز … مسئول الجناح العسكري بالتنظيم وقتها ، عضواً ،
+ المقدم صلاح عبد الله قوش … مدير إدارة العمليات بجهاز الأمن الداخلي وقتها ، مقرراً لخلية العصابة .
بالإضافة لمتعاونين اثنين في الجريمة مع عصابة الستة ، وهما :
+ دكتور غازي صلاح الدين … وزير الدولة بوزارة الخارجية وقتها ،
+ دكتور قطبي المهدي … سفير السودان في ايران وقتها .
اما بقية الدقدق ، وهم اربعة ، الذين تعاونوا مع عصابة الستة ، فقد تمت تصفيتهم بدم بارد ، بعد فشل محاولة الإغتيال ، حتى لا ينكشف السر ، وهم :
+ دكتور عبدالله الجعلي … يعمل في الوكالة الاسلامية للاغاثة في اديس ابابا ، وعضو بالأمن الشعبي.
+ محمد الفاتح يوسف … يعمل في الوكالة الاسلامية للاغاثة في اديس ابابا ، وعضو بالامن الشعبي .
+ تاج الدين بانقا محمد أحمد … عضو بالامن الشعبي .
+ ملازم أمن الطيب محمد عبد الرحيم … يعمل في ادارة العمليات في جهاز الامن الداخلي .
كما تمت تصفية رئيس لجنة التحقيق التي كونها الشيخ الترابي للتحقيق في الحادث ، وهو :
+ علي احمد البشير … يعمل في التصنيع الحربي .
كما تمت تصفية الدكتور عوض دكام لثرثرته عن الحادث ، رغم انه لم يكن مشاركاً فيه ، لا من بعيد أو ابعد .
ولهذه التصفية قصة تُحكى ؟
3- ملابسات تصفية الدكتور عوض دكام ؟
كان الدكتور عوض دكام في زيارة لاديس ابابا في يونيو 1995 . دعاه الدكتور عبدالله الجعلي ( زوج وزيرة الدولة في وزارة العدل الحالية السيدة تهاني تور الدبة ) للسكن معه ، لانه عزابي . كان الدكتور عبدالله الجعلي يعمل وقتها في الوكالة الاسلامية للاغاثة ، وهو عضو بالامن الشعبي لنظام الإنقاذ ، ومشارك في عملية إغتيال الرئيس المصري حسني مبارك .
قالت بعض الالسن الخبيثة ان دعوة الدكتور عبدالله الجعلي للدكتور عوض دكام للسكن معه كانت للتمويه .
والله اعلم .
وبالصدفة المحضة ، في يوم الاثنين 26 يونيو 1995 ، كان الدكتور عوض دكام يتجول في الصينية الرئيسية في شارع بولي ، وهو شارع رئيسي في اديس ابابا ، ويلتقط في الصور التذكارية ، وهو من الفرحين .
واثناء تجوال الدكتور عوض دكام في الصينية ، وإلتقاطه للصور التذكارية ، حدثت محاولة إغتيال الرئيس مبارك ، بواسطة الاسلاميين المصريين ، الذين هجموا على سيارة الرئيس مبارك وهي تلف الصينية .
قبضت قوات الامن الاثيوبية على جميع السابلة بالقرب من الصينية ، واستجوبتهم ، بمن فيهم الدكتور عوض دكام .
تم حجز الدكتور عوض دكام لعدة اسابيع في اقبية جهاز الاستخبارات الاثيوبية ، خصوصاً وقد وجدوا في كاميرته صوراً للصينية ، والمباني المطلة عليها .
تم اطلاق سراح الدكتور عوض دكام ، بعد شهادة السفارة الاثيوبية في الخرطوم بانه ليس من منتسبي نظام الانقاذ ، بل عنقالي زول الله .
بعدها رجع الدكتور عوض دكام للخرطوم مباشرة ، مودعاً مضيفه الدكتور عبدالله الجعلي ، وحسناً فعل .
فقد بدأ الاستاذ علي عثمان عمليات التخلص من جميع من شارك في عملية إغتيال الرئيس مبارك ، بدون فرز ، لضمان سلامة الدولة ، او كما قال .
وطالت عمليات التخلص ابن الانقاذ الوفي الدكتور عبدالله الجعلي .
نعم … بأوامر مباشرة من الاستاذ علي عثمان ، قامت وحدة من الامن السوداني بإغتيال الدكتور عبدالله الجعلي بإطلاق نار كثيف عليه في شقته . إتهمت الخرطوم المخابرات الاثيوبية بإغتيال الدكتور عبدالله الجعلي . وتم تعيين ارملته ، السيدة الفضلى تهاني تورالدبة ، في وظيفة مرموقة في الدولة ، ومؤخراً وزيرة دولة في وزارة العدل تعويضاً لها ولشراء صمتها ، بدلاً من إغتيالها سنبلة .
كما قامت نفس وحدة الامن السودانية ، وباوامر من الاستاذ علي عثمان ، بإغتيال الاستاذ محمد الفاتح يوسف ، امام زوجته الاثيوبية ، في اديس ابابا ، وللثلاثة الآخرين المرتبطين بعملية الإغتيال .
عند رجوعه الخرطوم ، بدأ الدكتور عوض دكام في الثرثرة ، وإطلاق النكات والقفشات حول محاولة إغتيال الرئيس مبارك الفاشلة ، كشاهد عيان على الحادثة .
بعد حين ، سمع الاستاذ علي عثمان بموضوع هذه الثرثرة ، خصوصاً والدكتور عوض دكام كان يسكن في شقة الدكتور عبدالله الجعلي في اديس ابابا .
بدم بارد ، اصدر الاستاذ علي عثمان ، وهو الفرعون الاله وقتها ، اوامره لذئاب الامن بتصفية الدكتور عوض دكام ، بهدؤ ودون إطلاق نار للقتل ، او فيما صارت ماركة الاستاذ علي عثمان المسجلة :
Shoot to Kill
وتمت عملية تصفية الدكتور عوض دكام بهدؤ في عام 1997 .
وطويت صفحة أخر من له علم من بعيد او ابعد بفيلم يوم الاثنين 21 يونيو 1995 الماساوي .
ولكن وما قال زهير :
وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مَنْ خَلِيقَـةٍ…
وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَـمِ .
حدثني بظلم اكثر ظلمات من هذا ؟

وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ .
نواصل في الحلقة الثالثة مع الفنان خوجلي عثمان …