لم يشهد تاريخ المصارعة السودانية شيئاً من هذا المثيل: دبلوماسي ياباني حافي القدمين يرتدي قميصاً رياضياً أزرق يقفز على أرضية رملية ويستعد لمواجهة أفضل المصارعين في البلاد.
وقد تحدى هذا الدبلوماسي، ويدعى ياسوهيرو موروتاتسو، السودانيين أربع مرات، وخسر في كل منها، لكنه لم يفقد الأمل.
وينظر ياسوهيرو إلى المصارعة على أنها نوع من الدبلوماسية، التي يمكن أن تلقي الضوء على “الثقافة الغنية” لشعوب النوبة، وأيضاً تساعد على توحيد هذه البلاد المقسمة.
نشأ هذا النوع من المصارعة قبل آلاف السنوات في جبال النوبة، في جنوب كردفان، لكن هذه المنطقة الواقعة عند الحدود بين شمال السودان وجنوبه تشهد منذ عامين مصارعة من نوع آخر، بين القوات السودانية الحكومية والمتمردين.
ويرى الدبلوماسي الياباني البالغ من العمر 33 عاماً أن “المصارعة السودانية يمكن أن تصبح رمزاً للسودان الموحد”، وهو يتمرن ساعة يومياً على هذه الرياضة قبل أن يذهب إلى عمله في السفارة.
ويقول قبل أن ينخرط في مباراة مصارعة في الملعب البلدي في الخرطوم “لأجل ذلك أنا أصارع، أنه أمر مهم جداً… سأكون سعيداً إذا ساندت كل القبائل المصارعة السودانية”.
يشارك ياسوهيرو، واسمه المختصر “مورو” بمباراة تجمعه بالمصارع السوداني صالح عمر كافي، الذي يمارس هذه الرياضة منذ 12 عاماً.
ويقول صالح وهو ابن مصارع نوبي كان يعد أسطورة في النوبة: “آتي إلى هنا لحضور المباريات، وألعب المصارعة مع الشباب”. ويقول معتصم أحمد الآتي من ولاية شمال كردفان “المصارعة يمكنها أن تساهم في وضع حد للعنصرية في السودان”.
ويبدي حافظ سليمان الآتي من النوبة قناعته بأن لهذه اللعبة دوراً في إحلال السلام والتعايش بين القوميات المختلفة.
وهو يأمل في أن ينجح الدبلوماسي الياباني في الفوز مرة “لأنه خسر ثلاث مرات ثم ها هو يعود مجدداً… لأنه صاحب إرادة”.