الى جماهير الشعب السودانى الصامدة
ما يقارب ربع قرن من الزمان منذ أن إنقلبت الجبهة الاسلامية على الحكومة المنتخبة ديمقراطيا ، بواسطة مليشياتها العسكرية . ومنذ استيلائها على السلطة ارتكبت العديد من الفظائع والجرائم والانتهاكات لحقوق الانسان السودانى..ولقد التهب خط مجازرها بحروب اهلية لم تتوقف منذ العام 1989 راح ضحيتها ملايين الابرياء .. قادت فى احدى محطاتها إلى إنسلاخ الجنوب العزيز من جسد الوطن المؤبو بسرطان الهوس الدينى والعنصرية . ليتقلص اخيرا مجد السودان ، وينكمش على ذاته ، ويطفر ابناؤه مشتتين هربا من الظلم والجور والاضطهاد .
تحت ظلال القهر وبعيدا عن اشباح المخاوف ، بعيدا عن الاحقاد والضعائن ، بعيدا عن المراوغ والمزاوغ وقعت قوى الاجماع الوطنى والجبهة الثورية وبعض منظمات المجتمع المدنى فى العاصمة اليوغندية كمبالا … وثيقة الفجر الجديد .. بهدف التنسيق والإتفاق على العمل لإسقاط نظام السفاح البشير وزمرته واقتلاع الفساد، ومن ثم وقف الحرب وتعزيز فرص السلام واحياء قيم العدل والمساواة بين بنات وابناء الوطن الواحد . وليس هذا الواقع الحاضر باقل حاجة الى المعالجة ، وليس الرجوع الى الوراء ممكنا ، ولا المضى الى الامام بالنهج القديم يقود الى النتائج المرجوة .
هكذا فُرضَ على المعارضة النضال على جبهتين .. جبهة النضال السلمى الجماهيرى فى كل مدن وقرى السودان ، وجبهة النضالِ المُسلح للدفاعِ عن النفسِ وعن واهلنا فى دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق .
جماهير شعبنا الصامدة
كما جاء فى الوثيقة .. تكوين لجنة للتنسيق من الأطراف الموقعة حتى تكون الوثيقة هى التى تسع وهى التى توحد وهى التى تجمع كل مكونات الشعب السودانى.. متى ما اقتنعت بصوابية المبدأ . وفى ذات الوقت يجب الانتباه الى ان هناك من يسعى الى وأد الوثيقة بتعليلها بالاصلاح.. من هذا القبيل ، من الضرورى على ( لجنة التنسيق ) التعامل مع الازمة المستحدثة ، ومعالجة هذا الواقع الجديد على ضوء معطيات ( ما بعد التوقيع ) بما يليق ان تعالج به اوضاع الدول ، لا عن طريق سطحية المساومات وارضاء روحية التردد .
نحن هنا لسنا بصدد تفنيد بنود الوثيقة ولكننا اوضحنا راينا إجمالا فى محتواها ومدلولاتها ، بالتركيز على الايجابيات . وندعو جميع القوى المعارضة للتعامل المسئول والجاد وتناولها بالدراسة والتحليل وإخضاعها للحوار والنقاش بصبر وسط الجماهير من خلال الندوات والحلقات وورش العمل . لانها تمثل فرصة نادرة لمنع إنزلاق بلدنا نحو هاوية التفكك والتشرذم وتوسيع رقعة النزاع المسلح .
وعاش الشعب السُودانى حراً مستقلاً