__________________________________________رئيس الحزب إبراهيم الشيخ في رده لسؤال عن مشروع السودان الجديد
تتبنون مشروع السودان الجديد الذي انتهي وآل للزوال والاندثار بانفصال جنوب السودان فهل يمكننا القول بأنه بإنهيار فكرتكم المركزية تلاشي دوركم ؟
حقيقة أن مشروع السودان الجديد الذي طرحته الحركة الشعبية بشكل قوى بحكم آلتها العسكرية وزخمها السياسي وبحكم اتفاقية السلام الشامل وكاريزما قائدها د.جون قرنق بات لديه صدى كبير وأتباع كثر، ونحن منذ تشكلنا كحركة طلابية في مؤتمر الطلاب المستقلين بالجامعات والمعاهد العليا انتبهنا لضرورة وجود سودان جديد نسبة لوعينا المبكر السابق حتى للحركة الشعبية نفسها بوجود صراع بين المركز والهامش جراء وجود مركز قابض على السلطة والثروة وباطش فاسد ومستبد في مقابل هامش محروم ومهمش خارج جغرافيا وتاريخ السودان يتعالى عليه المركز ويفرض عليه ثقافته ويسعي لتذويبه في ما يعرف ببوتقة الانصهار لصالح المركز، ومنذ وقت مبكر قلنا أنه إذا لم يتم الاعتراف بحقوق المجموعات المهمشة في اطراف السودان وحقها الثقافي وتعددها الديني وفي العيش الكريم وفي التنمية وتحدثها بلغتها وتخصيص مساحة مقدرة لها في الإعلام فسيحدث انفجار للغبن الكامن في نفوسهم وهذا ما حدث بالضبط لم نكن نرجم ووقتها بالغيب أو ندعى أمر غير حادث وهذا ما يحدث الان حيث توجد الحركات المسلحة والمعبرة عن الهامش التي تعد هذه هي مطالبها الحقيقية، وبالتالي فإن مشروع السودان الجديد قائم وهو جديد ينهض على هذا القديم وعلى هذا الواقع الفاسد، ولذلك فالمشروع والشعار لا يسقطان، وحتى إذا حدث الآن تغيير ولم يكن مرتكزاً على مشروع السودان الجديد أو يتم الاعترف بالمظالم التاريخية والإقرار بحقوق المهمشين واعادة القسمة العادلة في الثروة والسلطة وتحقيق التوازن الثقافي والديني والاقتصادي إلي الوطن فإنني اتصور أن نعود مجدداً للدائرة الشريرة بحدوث تغيير بثورة ولفشلنا في إدارة هذا التعدد بالشكل الأمثل يقع انقلاب اخر مستفيداً من الأزمات التي تصيب الوضع الديمقراطي ويأتي بدعاوي معالجة العلل والتصحيح ليصبح هو نفسه بلا أدوات أو وعى أو الارادة السياسية التي تمكنه من تصحيح الأوضاع لينتكس وهكذا.
لذلك للحيلولة دون حدوث هذا الأمر كله فأعتقد أن التجربة الاخيرة الحالية للمؤتمر الوطني ملكت الشعب السوداني وعى عميق جداً بطيعبة الأزمة وبالمطلوب لحلها والمتمثل في مشروع السودان الجديد الذي طرحته الحركة الشعبية وطرحناه نحن من قبل وقوي سياسية مستنيرة عديدة ويظل هذا السودان الجديد اشواق كل المهمشين والناشطين والديمقراطيين والأحرار