النص الكامل لحوار صحيفة الاهرام العربي في القاهرة مع منعم سليمان رئيس مركز السودان المعاصر .

Share

*الوضع في السودان سيبقى على ما هو عليه بعد الانتخابات بحكم سيطرة تاريخية لطبقة الاقلية ويستمر موقفنا منه ويستمر وسائلنا .
* رأى أن الجنوب منفصل منذ خمسين عاما ؛ انفصال ذهني ووجداني ؛ واما ما ياتي فاجراءات قانونية  ؛ قدسية الانسان اعظم عندي من الوحدة .
*المؤسسة القضائية السودانية عاجزة ؛ والنظام القانوني متخلف  ولا يتعرف على جرائم حرب او ابادة او ضد الانسانية. الحل هو في محكمة الجزاء الدولية.
*نظام الحكم في الدولة السودانية يجب أن يتغير لأن المشكلة فيه وليست في النظام الحاكم فقط.
*اللاجئين السودانيين في مصر يعيشون وضعا صعبا بسبب التناقض في الموقف المصري منهم .
وهم ليسوا في بلادهمNelson M2 .

اجرت الحوار بالقاهرة : فاطمة دياب

حالة فريدة, تلك التي يعيشها اللاجئون السودانيون خارج وطنهم في محاولة للاستقواء على الواقع, والظروف المعيشية الصعبة التي كان يعيشها هؤلاء, هذه الحالة تمثلت في خلق آليات للارتقاء الانساني وتنمية الفرد من خلال وضع أسس أقرها مركز السودان المعاصر للدراسات والانماء الذي تاسس منذ 2000 بمدينة نيالا برئاسة الباحث منعم سليمان, وهو شخصية سودانية قليلة الحديث للصحافة والاعلام, غير أننا اخترقنا حالة الحصار التي فرضها على نفسه لنتعرف على ماهية هذا المركز واسع الانتشار والعمل وتقديم رؤية جديدة للمشهد السوداني من خلال عيون غير منخرطة بها وليس لها أي نوع من التحيز القيمي أو المصلحي تجاه أهم استحقاق حالي وهو الانتخابات.

اجريت هذه المقابلة قبل الانتخابات التي جرت في الخرطوم  التقيناه في فرع المركز في القاهرة الذي  يعمل في التعليم والتنمية .
وتحدث الينا عن دور المركز والخدمات التي يقدمها للسودانيين ليس في مصر فقط, وانما حيث كانوا داخل أو خارج القارة الافريقية.
ما اهتمامات المركز وأهدافه?
المركز يهتم بالأبحاث والدراسات الانمائية ؛ نعني بالدارسات الانمائية وتطبيقها بغرض احداث تنمية بشرية بالسودان خصوصاً وافريقيا عموماً, على أساس تنمية الكادر البشري وبناء الانسان القادر على صنع التنمية الاقتصادية والاجتماعية كأولوية وخصوصاً في التعليم والوعي . ثم تنمية الفكر على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي من خلال الارتقاء بدراسات التاريخ والدراسات الثقافية ؛ وقضايا التطور والبناء والدراسات المرتبطة بالمرأة كحالة خاصة وحقوق الانسان كحالة عامة.

 هل هذا العمل يتم تجاه جميع السودانيين اللاجئين في الخارج?
هناك فرق بين مفهوم المهاجرون والمهجرين, فالمهاجرون هم بمثابة جالية مقيمة بالخارج وخرجت بكامل اردتها وتهتم بهم سفارات بلادهم بشكل كبير, في حين أن المهجرون مثل اللاجئين الذين اخرجوا بسبب سياسات الدولة ؛بوضعها الحالي و هم محور اهتمام المركز بالخارج , يوليهم أهمية كبيرة من خلال الاهتمام بالتوعية والتعليم والبناء القدرات في وسطهم , في ليبيا فرصة للعمل وهم
بدون حماية هناك او اعترف  مباشر ؛ ليس كما في مصر انهم تابعون للمفوضية الأمم المتحدة للاجئين .

 ما أشكال الدعم أو المساندة التي تقدم لتلك الفئة الأولى?
هو واجب لمن تعلم واكتسب وعيا ان يساعد غيره في التعليم والتوعية ؛ هناك فصول تعليمية افتتحها المركز يعمل فيها الدارسون ؛ كما في هذا الفصل , وتأتي على رأس هذه الدراسات دراسة اللغات الأربع التي تتحدث بها دول القارة الافريقية: الانكليزية والفرنسية والعربية والبرتغالية, اضافة الى اللغات المحلية الافريقية للاطفال  مع علوم الانسان والتاريخ المرتبط بافريقيا  وادبه وثقافته
وحضارته في سياق  تاريخ العالم  وآدابه وحضاراته ؛ وكذلك العلوم و الانسانية. ليس جميع هذه الجوانب مكتملة في المركز بالطبع لكن هذا مجال عملنا في الداخل والخارج .

 هل هناك فروع للمركز في دول أخرى? وما دور هذه الفروع ؟
نعم الفرع الرئيسي النشط في استراسبوغ شرقي فرنسا في الابحاث الانمائية وجمع مواد المكتبة الافريقية؛ وكذالك فرع طرابلس الغرب الخاص بفصول التعليم ومجال الدراسات الاجتماعية ؛ وفرع  جنوب افريقيا لابحاث التاريخ والادب الافريقي . غالب الافرع الداخلية استهلاكية وتقريرية  . يعمل بعض الرفقاء من المهجرين على فتح فرع في امريكا الشمالية  بجانب فرعين في شرق اسيا بكوالالمبور و بالشرق الاوسط. و هنا بالقاهرة الذي يهتم بالعمل وسط اللاجئين بجانب الحوار بين السودانيين.
ودور كل هذه الفروع تنحصر في اربعة محاور : الاول : المتابعة في اعداد الدراسات والبحوث عن السودان والذي يساعد على  حركة التطور في السودان . الثاني متابعة تطوير الذات عبر التوعية والتدريب والتاهيل المساعدة في بناء القدرات للاعضاء ولغير الاعضاء اعدادا لهم من اجل الاسهام في النهضة وحركة التغير لشعبنا في بلادنا .
الثالث العمل على تجميع مواد للتاريخ والادب الافريقي والعالمي من اجل اطلاق المكتبة الافريقية الكبرى في بلادنا .
الرابع اضيف  فرع جديد نوعا ما يهتم برصد اوضاع السودانيين في الخارج والذين يعيشون اوضاع صعبة نتيجة لانهيار الرعاية والاهتمام بهم في ظل وضع دولتهم الناقصة. خلال هذا كله تتاح فرصة لخلق علاقات انسانية جيد مع الشعوب والامم الاخرى ؛ جيلنا رسل التنوير يعرضون على كل تلك
الشعوب وجهة نظر شعبنا السوداني ونيته في خلق سلام وصداقة ابدية مع امم الارض وشعوبها تقوم على مبدا الاحترام المتبادل والعمل لتحقيق مصالح الشعوب .اننا في حاجة الى صداقة مع كل الامم  بكل ثقافاتها والوانها واديانها ؛ ليس لشعبنا خصومة مع اي امة او شعب في الارض هذا مبدا اساسي للسلام الداخلي وكذالك لتحقيق سلام خارجي.

كذالك بقاءنا في  الخارج   فرصة لا تتوفر في الداخل حرية الحركة وسهولة الوصول الى المعلومة وتوفر اليات ووسائل التطوير الذاتية بشكل ارخص هذه الامم تمكنت من التقدم والتطور الاقتصادي في وقت يعيش بلادنا تخلف وشعبنا محاصر. الهدف الاقصى لمركز السودان ينبع من واجبه الاخلاقي والادبي تجاه شعبه السوداني  هو الاسهام في  خلق وعي وعقل يسهمان في وضع الافارقة  موضع الريادة على خريطة الجغرافية البشرية. بعظمة وكرامة مقثل  يوم انطلقت حضارتهم الاول في مروي القديمة من هذه الارض  قلب افريقيا ؛ الذي يدلل على هويتتنا وعمق حضارتنا ورمز كرامتنا وتقوم الافرع الخارجية بذلك .

الا يتوفر  في السودان فرصة كما في الخارج للعمل   ؟ وما دور الافرع في الداخل  ؟
دور الفروع الداخلية هي الثلاث الاولى من المهمات الاربعة المذكورة اعلاه للافرع الخارجية . وبحكم ان  السودان لا يتوفر فيه جو للحركة والعمل يواجه عضويتنا بالداخل الكثير من المضايقات والمتاعب. مشكلة بلادنا ان  شعوبنا السودانية معتقلة ومحاصرة داخل صيغة هذه الدولة . وشعبنا
يعيش في زريبة كبيرة يتوفر له فرص ضئيلة للحرية يخصه بالبحث عن  الطعام  حتى يحين دور مماته .الشعب محاصر ومحجوب عنه مصادر الوعي الصافية لتعرف بنفسه ويطور نفسه بنفسه ويخلق نوع وحجم وشكل التنمية التي يريد  . وانه محكوم عليه قضاء حياته في الاشتباك بالابدي حرب مصيرية مع سبل كسب المعيشة  بطريقة يضمن له الحد الادنى لما تبقى له من كرامته . والدولة  السودانية بوضعها الحالي هي صيغة مستعمرة  تشن حرب وتعامل دون رحمة مع من يطالب من الشعب بالحرية والاستقلال  اوحق الحياة بكرامة كاملة . والدولة من سياسات خلق  الافقار ومصادرة منابع الوعي الصافي ؛ ويعامل شعبنا مثل اي كائنات بلا مشاعر للاحساسا او عقل للتفكير بذاته خلقت لتاكل لتموت و لا تريد الدولة ان يطور شعبنا طموحه للعمل والاسهام في الحضارة الانسانية يضعه موضع مقدر على خريطة الجغرافية البشرية . ان الدولة تدمر شعبنا وشعبنا يتدمر تدريجيا لذلك فان الحركة وبذر الوعي والتعليم شكل من النضال لحماية شعبنا من الفناء الذهني او الفيزيائي . هناك عمل كذالك خلق امل للحياة وشباب سوداني كثر انطلقوا يعملون لتحقيق الهدف منذ دخول الالفية الحديدة لقد مكنتنا المنجزات العلمية والمدينة و التكنلوجية  والمفاهيم الجديدة التي خلقتها الحضارة الغربية من اكتشاف انفسنا التي استفادت منها امم كثيرة في الارض وقدمت اسهامها في الحضارة الانسانية بتقدير واعتبار نحن ايضا نطوق ونسعى لتقيدم اضافتنا واسهامنا بانجاز علمي تكقني  لا يمكن ان يحدث ذلك لا سوى بقل محرر مستقل قادر ودور المركز الحالي في خلق عقل متحرر .

وما الدعم الذي يقدمه لكم  الجهات المانحة أو الرسمية من منظمات وغيرها ?
نحن نعتمد على الجهود الذاتية وعلى قدرتنا في التنظيم وتوظيف ما ننتجه؛ يمثل الاسهامات الشخصية للاعضاء ؛ المكتسب عبر المجهود الشخصي لمنتجي الفكرة والداعمين للفكرة و كذالك عوائد الفصول الدراسية .
دعيني اشكر شبابنا في ليبيا وحلة الفكي موسى والشباب في السودان شابات وشباب على مجهودهم الذي قدموه بشهامة عزيزة وكرامة . ليس هناك  رواتب للمعلمين والمدرسين ومقدمي المحاضرات والمشاركون في الندوات والمنتديات  وهم في الغالب متطوعون ؛ ويهتم المؤسسات الأخرى الخاصة باللاجئين باعداد فصوله الدراسية والمواد التدريسة ووسائل التعليم ؛ وهي تعيش ظرف شاق لانها نفسها تعتمد على الدعم الذاتي فالروابط والجمعيات التي نتعاون معها في المنتديات والفصول الدارسية  هي مستقلة  وتعمل على توفر وسائلها بنفسها على سبيل المثال الاتحادات والروابط في غرب وشرق السودان والجماعات النسوية في الجنوب والشرق والغرب . والى حد ما تعمل جميع تجمعات اللاجئين الاخرى بالخارج في عمل مشابه وتخدم ذات الدور التعليمي في دورها بجهدها الذاتي .
نحن لا نتحصل على دعم من اي جهة .
ونحن والمؤسسات الاخرى نتفق جميعنا على قناعة محورية وغاية مشتركة هي  الانماء للانساني. لقناعتنا ان  ذلك يسهم في الارتقاء بمجتمعنا ويزيد من تطوره وتقدمه في شتي المجالات ؛ ويحقق النهضة المنتظرة في بلادنا .و سنتمكن من  العمل والبناء من حين عودتنا الى بلادنا . ومعرف اقتصاديا ان السودان بلد متأخر ومتخلف اقتصاديا برغم غنائه الثقافي والاجتماعي وضخامة الموارد
كما ان من الناحية التعليمية السودانم متخر جدا . ومن المؤسف ان  دولتنا ساهمت على ابتعادنا كثيرا عن العلوم التطبيقية وكيفية تحويره لخدمة الانسان وتقدمه . اننا نعمل بجد واجتهاد على  القضاء على ظواهر التاخر والتخلف  السياسي  والاقتصادي.

 وهل هذا ممكن ؟ وكيف ذلك ?
نعم كل شئ ممكن ؛فالتغير نحو التطور والتقدم يبدا اساسا بتغير المفاهيم والافكار ؛ ومركز السودان يعمل على بناء عقلية حرة طموحة يساعد على ذلك .
اما كيف فبطريقتين الاول فعبر التعرف بثقافتنا وارثنا الثقافي الانساني العميق وبلادنا يتمتع بسلوك حضاري متقدم حافظ على مجتمعانا رغم التخلف الاقتصادي الرهيب
الذي نهاني منه . وايضا على معالجة بعض الظواهر السالبة.  نعمل على معالجة بعض جوانب  الموروث النمطي من المفاهيم في الذهن الجمعي لشعبنا ؛ احداث تغيرفي  الادمغة يتترجم الى
تغير في السلوك ؛ تحرير الاذهان  من الوعي النمطي حول النفس والاخر مهم وذلك يدفع الى
التحرر والتقدم على الواقع . ما يحدث في الذهن يسهل تطبيقه في السلوك . يبدا مسالة
التقدم ببناء  القدرات ويسبق بناء القدارت بناء عقلية مستقلة طموحة متعلمة . ايضا ضمن المعالجات بالضرورة معالجة العقلية المدمرة التي تدير الدولة السودانية تحقيق اهداف  الصراع العرقي -الثقافي والتدمير البشري ؛ وخلق عدوات نزاعات وحروب . بلادنا في حاجة الى عقول
مستنيرة تعمل من اجل الصداقات والتسامح والبناء ذلك خط العمل في اتجاه السلام
الداخلي والخاريجي ؛ بيننا كشعوب سودانية والامم الاخرى .
اما الطريق الثاني بالاستفادة من تجارب الامم الاخرى. تقدمت الدول الاخرى عن طريق الابحاث والتخطيط الجيد . وخلقت مجتمعات متطورة ومتقدمة . سنصل بركب الامم الاخرى. والحضارة والتطور وامكانية تحقيق ذلك ممكن في كل الامم ؛ لا فرق عندنا بين السود والبيض او السودانين
والامريكان لديهم الامكانية الذااتية نفسها .لكل منا  وعيه وعقله يمكننا ان نحدث تغيرا كبيرا  يضعنا  حيث الريادة من الاسهام في الحضارة الانسانية مثل كل الشعوب والامم في الكرة الارضية في ظل الحضارة الانسانية المتطورة .
هذه محولة لتلخيص افكار مركز السودان عمله منذ انشائه عام 2000 بمدينة نيالا البحير بالسودان.  و هناك تركيز على بناء العقول في افرع  المراكز المتفرقة الستة بالسودان  .

ما هية اهم انجازات المركز في مجال التعليم والتوعية بالخارج؟
توفقنا في تاسيس نحو 17 مدرسة بطرابلس الغرب ؛ ونحو عشر فصول بالتعاون مع مجموعات
عمل شبابية وحركية ونسوية بالقاهرة  خلال خمس سنوات مضت . و ابرزها منتدى الحوار
الاسبوعي ؛ واللقاء نصف الاسبوعي مع الشباب الصغار . ومدارس  الكادر لتنمية القدرات مع اعضاء و الرفقاء بالتنظيمات المسلحة ؛ ولدينا تواصل عميق في منتدى شهري مع الاخوة ابناء الجالية الافريقية بالقاهرة .بجانب مناشط التقارير والدراسات حول مجتمعات اللاجئين وهي تواجه مشاكل
الاندماج في دولة اللجؤ . يجدر الاشارة الى ان الفصول والمنتديات تعمل على تقريب رؤى ووجهات نظر السودانيين بمختلفها وبمختلف  تكويناتهم بتعريف الصراع العرقي الثقافي في الخارج ؛ الحوار
الاجتماعي اهم وسيلة لتجاوز الحال الكارثي في بلادنا ؛ الحوار وفق قواعد الاحترام والاعتراف المتبادل او خطوة في استيعاب المشكل ؛ و دليل نضج قومي بين مجتمع هو في حاجة الى  نفسه ؛ المنتديات تقيس في انفسنا قدرتنا على حل مسائلنا بانفسنا . يقلل من اتكالنا الاخر في حل مشاكلنا وتجاوز واقعنا . لا نؤمن في مركز السودان من مهمة الاخر التقريب فيما بيننا بل نحن السودان
جميعنا نتتبره صديق لنا .   وتلك الفصول والمنتديات  لها غايات اخرى هو ربط اعضاءها بدولتهم وخلق حلقة تواصل مع الوطن بالسودان. اكمل المركز تدريب وتاهيل عدد مقدر من اعضائه في الداخل والخارج حول القيام بالمهمة . كما انجز المركز بالتعاون مع مؤسسات نسوية مشروع الحركة النسوية السودانية بالخارج و وما لزم من دراسات وابحاث وخطط يسند المشروع . اكمل المركز الدراسات والخطط حول خطوت التنمية الاقتصادية في اقليم درافور ما يختص بالتعليم والطرق والكباري ؛ الانشاءات الكبيرة كلها في شكل بحوث ودراسات .
سيكتمل عما قريب ترجمة الى العربية متكامل لكتب التاريخ الافريقي نحو خمس مجلدات ونعمل ان نتوفق في طباعتها . كما سيظهر عما قريب دراسات اجتماعية وثقافية متكاملة عن وضع السودان وترسم  خطوات في شقيه معالجة المفاهيم السالبة وسبل معالجة اسنة الدولة في الشعب . صحيح تواجهنا ازمة  التمويل ؛ في اكمال مشاريع الدراسات والانماء.
هل هناك روابط و من أي نوع مع وزارة الخارجية المصرية?
نحن نسعى الى  تحقيق شئئ من     هذا القبيل ؛ ومستعدون لنوع كذلك ؛ وكل ما يمكن ان يحقق
خير للاجئين السودانيين بمصر.  الذين يعيشون واقعا غاية في الصعوبة .وسنعمل متعاونين حالة توفره لتحسين البيئة التي يوجد فيه اللاجئين والسودانين . الى ذلك منتظر من  الدولة  المصرية  عبر مؤسساتها المنوطة باوضاع اللاجئين نشر احصاء نهائي لعدد اللاجئين السودانيين بمصر. منتظر
ايضا عملها لاعتبار اللاجئين  السودانيين لاجئين وفق اتفاق 1951 التي صادقت مصر عليها ووقعت  والخاص باللاجئين وهم ليسوا مواطنين في بلدهم كما يشاع. منتظر ايضا وضع الغطاء القانوني والخدمي لحماية وخدمة اللاجئين وفق اتفاق عام 1951ف . ذلك يعمل على تحقيق حد ادنى حياة كريمة للاجئين ؛ وتقضي على  ظاهرة  التناقض السياسي في الموقف المصري بشأن التعامل مع اللاجئين السياسيين والاعتراف بهم علما ان ذلك التناقض صنع  الكثير من المشكلات التي يدفع
ثمنها اللاجئين وطالبي اللجؤ السودانيين بمصر في معيشتهم وحياتهم وامنهم.

كيف تشرح ما تسميه تناقض في حديثك؟
بموجب ما  وقعت عليها الخارجية المصرية اتفاقا مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين  القاضي بفتح مكتبا اقليما منذ خمسة عشر عاما يثبت دليل قطعي على الاعتراف المصري بوجود لاجئين وطالبي لجؤ وغالبهم من الدولة المجاورة لها في الصعيد . لكن في الوقت نفسه تقول  الدولة المصرية ان السودانيين عامة حين يدخلون مصر فهم في بلدهم . اي  مصر تعتبر بلادهم و لهم وعليهم الحقوق نفسها للمواطن المصري. وهذا هو التناقض في اثبات حق ينفى في وقت واحد .
فاللسودانيين اللاجئين يجب ان يحصلوا على حقوق انسانية توفرها لهم المفوضية السامية لشئون اللاجئينتكفل لهم بالمجان السكن والاعاشة والتعليم والعلاج والحياة الآمنة ؛ كلها دون مقابل حتى يحين تقرير اوضاعهم النهائية بالسفر الى بلدان اخرى او العودة الى بلادهم عقب انتهاء الاسباب
التي اخرجتهم من بلادهم. واذا لم تقم الدولة المصرية بتلك الحقوق الانسانية , واذا لم توفر المفوضية أيضاً هذه الحقوق الانسانية نتسائل بموضوعية: من اين يحصل عليها اللاجئ  ؟ اذن كيف يمكن أن يعيش اللاجئ في بيئة هكذا ؟
هل سيعمل لاعاشة نفسه ؟؛ وما هي نوعية العمل الذي يقوم به اللاجئ لتوفر تلك المتطلبات لنفسه ؟  ولعائلته لمعيلي الاسر ؟ .
فهل يعتبر اللاجئ السوداني مثل المواطن المصري في مقولة الدولة المصرية الرافضة للاعتراف و اعتبار اللجؤ للسودانيين؛ اذن هل اللاجئيون  يستطيون الحصول على وظائف ومناصب في مصر ؟ او اي عمل بفائدة و كرامة؟ .
بالطبع لا لا يحصولن على كتلك من عمل . انهم لم يحصلوا على تلك الحقوق  في بلدهم الاصلي الذي يحمل اسمه لون بشرتهم وغالبهم سكانها الاصلييين. لاد يحكمه موظفون قريبون لخصائصهم الذاتية  لكن بسياسة ضدهم   سياسة دولتهم  القائمة على التميز العرقي واللوني . كيف يمكن تتكفل  مصر المختلفة كلية عنهم في الخصائص الذاتية  على تلبية حقوق هكذا لهم وتلزم بذلك نحوهم ؟ لا يعقل ذلك . كثير من الظواهر والمعاملات التي ابدتها الدولة في مصر نحو اللاجئين السودانيين وهم الاكبر عددا – اعطت مؤشرات على ان وجدهم يمثل عبئا  ثقيلا  عليها . اجهزة غير وزارة الخارجية عبرت عن ذلك الشعور غير الراضي بوجد اللاجئين . عنفف ما وقع في ميدان المهندسين واستمرار انتهاكات في حقهم يمثل ما اشرت اليه . ولعل مصر اردت ونجحت في توضح
رسالة الى المفوضية السامية وهي المعنية بشئون اللاجئين والى السودان بلادهم الدولة ومنظمات مجتمع مدني ؛ والى المجتمع الدولي ان مصر ما عادت قادرة على تحمل اللاجئين ومزيد من اللاجئين السودانيين لاوقات اضافية . لمصر مبررات في موقفها الاخير لكونها ترصد انعكاسات اقتصادية وامنية وثقافية من جراء تدفق ووجود اللاجئين   ؛ ولا سيما الافريقين في مقدمته السودانيين. طبعا دولتنا في السودان اخرس لا يسمع نداءات مصر  وغبي لا يفهم رسالاتها ؛ رغم قربها كما لم تسمع نداءات العالم الذي يؤي نحو ثماني مليون لاجئ سوداني . لكن منظمة الامم المتحدة عبر مفوضية اللاجئين قد تسمع ويساعدها منظمات ودول كثيرة في المجتمع الدولي تعمل لحل اوضاع اللاجئين في مصر .
مصر بلدهم ؛ الا يعتبر السودانيين انفسهم جزء من الشعب المصري ايضا بسبب الروابط التاريخية والثقافية بين شمال النيل وجنوبه ؛؟
هذا كلام عاطفي يخدم اغراض سياسية ؛ ونحن نتحدث عن حقائق . و هو كلام  ليس صحيح . ولا
يسنده  حقائق عقلية على الارض و عكسه هو الواقع . المصري مصري ؛ والسوداني سوداني ؛
وكل منهما يعامل في بلد  الاخر على انه اجنبي . ربما يطبق السودان بصيغتها الحالية ثمة تعاطف مع رعايا الدولة المصرية في اراضيها . وهناك صحفيون مصريون يكتبون . لربما ايضا الدولة المصري تقوم بذات الدور مع الرعايا الدولة السودانية في اراضيها الذين ليس بينهم اللاجئين .و حديثنا عن اللاجئين الذين تخلت عنهم دولتهم وهربوا من اضطهادها وبطشها بهم ووقمعها لهم بحثا
عن حماية وامان  في عهالم متسع كان الطريق عبر مصر .انهم يعيشون ظروف معيشية وحياتية
غاية في الصعوبة بسبب التناقض الذي اشرنا اليه والنابع من احاديث السياسة العاطفية التي لم تخدم المصالح . الشعب السوداني المسمى في حديثك والذي يعتبر رعايا الدولة السودانية وتعاملهعم مصر بالمثل هم اقلية الجلابة الحاكمة في السودان اقارب السلطة في الخرطوم وقبيلها ؛ وتستطيعبن ان تجدينهم في سفارتهم بحي قاردن ستي جميعهم جلابة ؛ هم من سلالة تجار الرق السابقيين اصدقاء مصر التركية القديمة . تجدينهم في شواع القاهرة اغنياء يتسوقون لا يعلمون شيئا عن سكان الكيلوا اربعة ونص ولم يسمعوا بهم او كيف خرجوا من ديارهم . و غالب
اللاجئين في مصر هم ضحايا الدولة السودانية وهم من العرق الزنجي .  ولمصر مراكز ابحاث ودراسات تعرف ذلك جيدا ؛ من المؤسف ان بعض مراكز الدراسات لا تقول الحقيقة وذلك صدمة للعلوم والابحاث  ان يتحول المراكز لتبرير فقط. لا ينبغي لي ان اعتبر نفسي جزء من شعب دولة
اخرى  لان ذلك ببساط لا يمكن ان يحدث لانه غير صحيح. كما لا يمكن ان اطالب شعب دولة
اخرى باعتبار نفسه جزء من شعبي وذلك ليس صحيح .  انا اجنبي في مصر ومميز عن المصريين
واصنف لاجئ . هذا لا دخل له باحترام الشعب المصري واحترام خصوصيته كما ابديه لا شب
اخر يحدث ان اتواجد في ارضه باي سبب. .ولا يمكن الخلط ذلك ايضا  بمسالة امكانية العمل في المستقبل من اجل تحقيق  مصالح  شعبينا وفق منطوق المصالح حين نكون نحن شعب السودان في موضع نقرر ذلك لانفسنا . لا تقرر بالانابة عنا سلطة سياسية لم ننتخبها .
سنكون مستعدين على ان نضع نقاط تواصل  بين شعوبنا .
الكثير من هذا الحديث السياسي العاطفي اضر بمصالح السودانيين كحالة اللاجئين .
ومصالح المصريين ايضا ؛ ما لم نكون واقعيين لا نتمكن من تحقيق هذه المصالح لشعبنا .
وهنا نحن نبحث ونركز على ما يدر بالخير للاجئين السودانيين في مصر بكامل كرامة و انسانية ؛ و دونما المساس بما هو حق للمصريين في الاقتصاد والثقافة وحدود المشاعر .

هل لديكم تواصل مع  مراكز اخرى مشابهة موجودة في بلدان أخرى؛ تتعاونون معها ?
نستفيد من خبرات تلك المراكز وتجاربها ؛مراكز في الغرب وفي اسيا ؛ انا معجب بتجربة مركز الاهرام في مصر . وهو حسب علمي ثالث مركز للدراسات  بالمنطقة ؛ وضمن ثلاثين مركزا عالميا ليس لدينا مركز دراسات بحجم عشر اي من تلك في بلادنا بسبب وضعية بلادنا المختلة .
في مسعانا للاسهام في بناء عقلنا السوداني يستفيد مركز السودان المعاصر من  تجارب كل الدول  والامم بمراكز الابحاث والدراسات ؛ وتجاربها في الارتقاء بالانسان  وفكره .والاستفادة من التجربة فكرة رائدة في التطور و التجربة الانسانية ليست مرتبطة بعرق او لون لاي امة من الامم  . حين يعود شبابنا المهاجر واللاجئ الى السودان وهم رسل الحرية وشموع الوعي و رسل السلام عنا
الى الامم الاخرى ؛ حين يعودون حالمين ما اكتسبوه من وعي وتعليم وخبرات من عيشهم مع الامم الاخرى نكون عملنا في نهضة امتنا السودانية  قد بدا وتلك هي التواصل الحقيقي مع الامم الاخرى . سنعمل على خلق واقعا جديدا في المقاطعات السودانية التي عاشت حروب و دمار نزوح.

 وما شكل الدراسات السياسية التي تقدم من جانبكم?
هي دراسات مرتبطة بالشأن السياسي وأشكال التطور الحداثي داخل الدولة السودانية خصوصاً والمجتمعات والدول الافريقية عموماً بالاضافة للمستوى العالمي المشترك مثل الطاقة والتعاون الدولي. وتحدث قراءة دفيعة لتلك التطورات, ثم استخلاص رؤى تتم مناقشتها بين أعضاء المركز, لتدخل ضمن الاصدارات التي يقوم بها فروع المركز في السودان والدول الاخرى . فازماتنا السياسية  في افريقيا هي ان دويلاتنا صناعات  اجنبية ؛ويديرها رجال مزودون بعقول اجنبية. انها  لم تكن نتيجة تطور مكوناتها الاجتماعية ؛ والحال ينطبق على السودان الذي اسسه محمد علي باشا باني مصر الحديثة ؛ وكان يهدف الى بناء السودان دولة تعمل على تلبية حاجات مصر في القرن
التاسع عشر ؛ وجلب الرقيق والذهب لبناء مصر .

وحقبة الاستعمار الانكليزي المصري استمر النظام على حاله  وتعاونت انكلترا ومصر مع طبقة الجلابة وهي طبقة شبيه بالبيور الافركامنوز البيض في جنوب افريقيا- لتستلم الدولة ذاتها بعقلية وبنية استعمارية .هذه الحالة يتطلب منا تقديم دراسة واعي ومستفيضة ودقيقة عنها على لاجيال القادمة ووضع افكار جديدة تساعد في بناء دولة ديمقراطية وتحترم حقوق الانسان .دول تدار بعلم ومعرفة ولا يدار بثقافة شوفونية وموروثات قبلية ؛ او تصرف محط شخصي كالدولة الحالية. والعلوم والمعرفة تعمل بها مؤسساات التعليم ؛ والتخصصات والخبرة تصنعها مراكز الدراسات والابحاث . وهذا ما نفتقر اليه في بلادنا ليسند القرار السياسي الاقتصادي بالدولة.

الدوحة الأخير والتقارب التشادي ــ السوداني?
انا اؤمن بالحوار بين السودانيين ؛في لقاء لا غالب ولا مغلوب ؛ لا مغشوش ولا مغرور .حوار لا وساطات دولية أو إقليمية. ويستضيفه شعوبنا القادر على الاستضافة بامكانته الذاتية القوية .الاتفاق المبرم بينهم الذي   يكون قادر على الدوام لانه يمثل نتيجة حوارهم ونابع عن قناعاتهم .والحوار كما قلت دليل نضجهم الانساني ينظمون مؤتمرا لقضايا الوطن بأنفسهم ويعرضون القضايا بأنفسهم . والاتفاق بينهم أجدر بالدوام لان ضامنه الاول هو الشعوب السوداني  ؛ وتتم الحوار والاتفاق تحت مسمع وبصر السودانيين ومشاركتهم بحرية وكرامة .

هي قضية شعوب السودان في الأساس.. الدوحة في رأي مثل ابوجا مثل القاهرة مثل طرابلس مثل اسمرة مثل نيفاشا تمثل صورة قبل اكتشاف السودانيين أنهم بلغوا مرحلة النضج لإدارة قضاياهم بأنفسهم ؛ وأيضا صورة لخضوع السودانيين لمجاملات وفكر الاخريين وهم غير ملمين بتفاصيل أزمتنا ونجاملهم ويجاملوننا في عرض القضايا التي تفرقنا.

نتيجته اتفاق لا يعبر عن قناعاتهم . وهو تعبير عن عدم الثقة فيما بينهم ؛ وصحيح لا يتوفر ثقة فيما بينهم ولذلك يجب بناء الثقة وليس الاستعانة بالاخر لتوفره بينهم لأننا ما سنعيش معا داخل دولتنا.
كل الاتفاقيات التي تتم في عواصم البلدان الاخرى برعاية الدول الاخرى الاقليمية والدولية مرشح للانهيار فهي تتم وراء مجاملات وضغوط ودائما لا تناقش القضايا محل الحوار الفعلي ؛ ودائما تتهم بتحقيقه لمصلحة أجنبية أو إقليمية. هذا النوع من الحوارات والاتفاقات الناتجة دائما يغيب فيه الطرف الرئيسي والضامن الاول صاحب الحق الذي هو الشعب السوداني  الذي لا يخبر حتى بنتيجة الحوار الذي يسمع به بعضهم.

الدوحة واسمرة قبلها وابوجا ستكون  مثل اديس ابابا  سابقا  انهارت .طبعا حاليا اتفاقية أسمرة وابوجا ينتظر نقلهما   فقط إلى سجل الأموات من سجل الاحياء. . هناك جانب مهم هو اننا ننوي تأسيس نظام ديمقراطي يحترم حقوق الانسان  في بلادنا . وبلادنا يمتلك كل الامكانيات الذاتية لذك
؛ فشعبنا السوداني يتميز بين كثير من الشعوب في المنطقة بانه شعب حر له شخصية مستقلة وله وعيه بالديمقراطية كمفهوم ويترجم في سلوكه الشعبي ؛ وعيه بالديمقراطية متقدم  أكثر من قادته . هذه الإمكانيات الذاتية نحن في إطار تفعيلها ستساعد في بناء نظام حكم في دولة ستكون نموذج  للديمقراطية بالمنطقة يمكن ان يكون شعاعا للكثير من الدول التي يحكمها أنظمة غير ديمقراطية. وعواصم البلدان التي اشرت اليها والتي استضافت أو ستستضيف التفاوض بشان السودان جميعا لا يحكمها نظم ديمقراطية قد تشكل بالنسبة لنا نموذج لنظام الحكم  الديمقراطي الذي نريد بناءه في بلدنا .

فكوننا معارضين وتمرديون على نظام حكم دكتاتوري اقل ما يوصف في بلادنا فلا يعقل ان نرضى بإدارة حوار مع نظام غير ديمقراطية تحت رعيا  نظام بدولة يشكو شعبه
منه بانه غير ديمقراطي ويمارس انتهاكات لحقوق الانسان . تلك تكون انتهازية صارخة من بعض المعارضين والتمرديين أو تأخر في الوعي عند البعض. هذا لا علاقة له بمسائل تحقيق المصالح لشعوبنا مع الدولة بانظمتها السياسية كما هي حالما نصل إلى تأسيس نظامنا السوداني الديمقراطي. وذلك  لعلمي ان الإصلاح  السياسي في  تلك البلدان مسئولية شعوبها ضمن أمور خاصة بشعب كل دولة .

ما هية قضايا الحوار والنقاش في رايك بين السودانيين انفسهم?
في الاول  السودان يحتاج لصيغة سياسية جديدة بالداخل  يتم الاتفاق عليها في مؤتمر جامع بين السودانيين دون توسط . تأخذ في اعتبارها تصفية جميع القضايا  العائقة  من دون استثناء او تاخير ,  ثانيا علاقاته الخارجية وخاصة  مع الجوار الجيو ــ سياسي لابد  من إجراء  تغيير جوهري يوافق توجه وقدرة الدولة السودانية  نحو  تحقيق المصالح للشعب في علاقته الخارجية مع الدول الأخرى. المواضيع الأكثر إلحاحا تنتظر الحسم هي مسالة  الهوية الوطنية ؛ واستقلالية الهوية الثقافية للشعوب من أي تبعية إرغام أو فرض ؛ مسالة الثقافة و العرق  هي اسباب الصراع وهذا مدخل الحل . ويتبع بذلك قضايا الارض والسكان ؛ ومؤسسات مجتمع مدني ؛ ونظام فدرالي و بناء جهاز دولة قادر بمؤسسات لها سلطات فاعلة . هناك  مشكلة اللاجئين خارج البلاد , فهناك 8 ملايين لاجئ منتشرون في أنحاء متفرقة من دول العالم, وداخل السودان يوجد أيضاً ما يعادل ستة ملايين لاجئ بدول الجوار , والمشكلة الأكبر هم لاجئو الداخل والنازحون بسبب الحروب .

والنازحون الذين يعيشون في المعسكرات ومخيمات الفقر, وهو ما يطلق عليه في السودان بالأحزمة السوداء حول المدن, والتي توصف في بعض المدن بمدن الصفيح أو أحزمة الفقر حول المدن, وهي المناطق التي ينتظر ان يتم العمل على تنميتها بشكل أسرع وأكثر الحاحاً, غير أن الدولة السودانية تسقطها من حساباتها وإستراتيجيتها في  الإقليم الأوسط الذي تعمل على  استغلال جهود الناس على في مشاريع عبودية القرن الحادي والعشرين ؛ وينتظر تحويل تلك المشاريع التنموية بعد توزيع الأرضي للفلاحين في منطقة بلاد ما النهرين الأزرق والأبيض والقضارف .

ومن القضايا إعطاء أولوية قصوى للحقوق المدنية نذكر هنا مثال لا حصر وضعية شعب الجنق جورو سكان الكنابو الدائمة ؛ والريفيين المحرومين من كل خدمات الدولة؛ و السكان المدن الفقيرة حول المدن الغنية لاقلية الجلابة اعتبارهم مواطنون ودون تميزهم . نخل في بلادنا في مجتمع مدني يتعارف بخصائصه وقضاياه و بعضه البعض لا بالعرق والدين ؛ يدير ويتطور النظام بإجراءات و مفاهيم الفيدرالية والديمقراطية وفك التصاق الدين بالدولة ومؤسساتها . والأخذ في الاعتبار معالجة انتهاكات حقوق الانسان على صعيد  الهوية الوطنية والثقافية ؛ وانتهاكات حقوق الانسان على صعيد القانون الجنائي الدولي والانساني ؛ هذه القضايا تفكك حكم  الأقلية ؛وتحكمها بالموارد وتفكك شرعية الديكتاتورية القائمة وتجد الاعتبار الإنساني للغالبية من العرق الزنجي سكان الأرض الأصليين.

ماذا ما يجري في الدوحة ؟ الدوحة تناقش ناتج جزء من المشكلة لا أسبابها أو أسباب المشكلة السودانية ؛ وتناقش العرض لا المرض. وأن ما يحدث في الدوحة الآن و كذالك في عواصم اخرى حول السودان وحدث سابقا ؛ هو  شكل من  التعاطف الدولي  والاقليميي لحد ما مع دعم للنظام
السوداني الحالي  بصفته المستفيد الوحيد من كل ما يحدث  في تلك التفاوض. وهي  مجاملة وتبادل مجاملات مع الأطراف المعارضة الأخرى . طبعا لا يمكن ان  يتم تجاوز   نزاع استمر فوق ما يزيد على خمسين عاما شمل قتل واقصاء وحرمان في دولة تميزية ولتلك الممارسات نواتج كارثية على شعبنا . كل ذلك تتم في لحظة تفاوضية سريعة مهما كانت محوريتها أو القوى التي تقف وراءها ان ذلك لا يحقق سلام . ويعرض قضايا الناتج ويترك الأسباب.

لذلك فان النزاع في السودان سيظل قائما على خلفية الأسباب الأساسية التي انشاها والتي تتمثل في وجود سلطة قائمة لديها وجهة نظر ثقافية وعرقية تحكم بها  المجتمع السوداني تفرز  سياسات الاقصاء و الحرمان على اساس العرق واللون . في دولة يشكل نظام الحكم فيه نظام تمييز عنصري ؛ هو نفس النظام الذي كان سائدا في دولة جنوب افريقيا السابقة .
يجدر ذكره ان هناك أفكار جيدة قدمها الرفقاء المفاوضون من الطرف التمردي في الدوحة ؛ لكنهم يعرفون إنها لا تعار اهتماما . كما يجدر الإشارة إليه  تقدير مجهودات الدولة المضيفة قطر  وهي  تعي وجهة نظرنا في قضية بلادنا .

 هل يعني هذا أن مشكلة السودان متداخلة ومعقدة لهذه الدرجة , هل هي مستعصية على الحل السياسي?
السودان يعاني من مشكلات عرقية وثقافية في الاساس  نتيجة من صناعة نظام حكمه السياسي غير النزيه اخلاقيا .وهي واضحة غير معقدة  . لكن ليس هناك أي شئ مستعصي أمام الحل . فبالمصارحة بين السودانيين ؛ وبشفافية عرض قضيتهم على بعضهم ؛ واعتراف بالحقيقة  تلك تساعد في تقييم الوضع بدقة فالتشخيص السليم في جو نفسي سليم اول خطوات لحل السليم .

 ولكن هناك تغيرا على الساحة السياسية السودانية الآن فهناك اتفاقات سياسة وانتخابات جارية ? الانتخابات والاتفاقات السياسية تعمل على ترقيع الحكومة بشكلها المشوه سياسيا أو تكرار لذات الحكومة. ولا تناقش إشكالية الدولة المختلة . الوضع لن يتغير بالانتخابات أو الاتفاقات حتى لو جاءت
حكومة جديدة مرقعة باثواب اضافية فهي مشكلة فوق مشكلة.الوضع قائم كما هو . لا يعد التطورات على الصعيد التوافقي أو الانتخابات حل لازمة بلادنا  ,   تلك الاتفاقيات تتم دوماً على قضايا لا تناقش اشكالية السودان الأساسية وهي قضايا أسباب الصراع  وكيفية صياغة نظام حكم سوداني جديد يحقق فوائد السكان بمختلف انتماءاتهم  كما اشرنا .  ورد الكرامة للعرق الزنجي في أرضه .

ولابد أن تحتوي أي اتفاقيات مصالح  الجميع وتناقش كل القضايا  دون تجزئة أو تأجيل ؛ وكل قضايا الدولة .لأن مشاركة الجميع  في الحوار وحضور جميع القضايا هي الأساس الاحتواء الشامل للازمة  هو الذي سيصنع الدولة التي تتصالح مع نفسها ومع جيرانها مما يفضي الى عدم عودة أي صراع أو نزاع مرة اخرى . اذن فالمشكلة هي الدولة وليست في حكومة موجودة أو مقبلة مرقعة او مبرقعة او صافية.
وعلى ذلك فنظام  حكم الدولة يجب ان يتغير بحل اشكالية التمييز  الثقافي والعرقي .
الاتفاقيات الثنائية والمجزئة للقضية تعطي  التأبيد لحكم الأقلية وتقنن جرائم الانتهاكات العنصرية .

 كيف ترى قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن اعتقال الرئيس البشير?
المؤسسة القضائية السودانية هي اصلا عاجزة ومتخلفة وتتحرك على خلفية اوامر سياسية للنظام القائم. وأظن ان قضاتنا الغير محترمين والغير متطورين لعلاقتهم بالسياسية وخضوعهم لها  يحفظون كتبا صفراء قديمة واظنهم لم يسمعوا بمحكمة الجزاء الدولية او الاتفاق المؤسس للمحكمة .  كما أن النظام القانوني عاجز ومتخلف  لا يعرف او يسمع حتى اليوم بانواع من الجرائم مثل جرائم الحرب ولا الجرائم ضد الانسانية او جرائم ابادة . وماساتنا الاكبر ان النظامين لا يريدان التحضر نحو المواكبة بما يحدث في العالم  ؛ اظن ان الازمة ازمة ضمير ايضا المنتشرة في المنطقة كلها ويضم ذلك دول كثيرة في الجوار . ومن هنا فقرار المحكمة الجنائية هو الحل الوحيد لملف الانتهاكات في اقليم دارفور وشرق السودان وحل لكل جرائم الانتهاكات في بلادنا. والعدالة  هو طريق السلام  وتأكيد العدالة  يعتبر المحرك الأول لاحلال السلام كمسار  اخلاقي إنساني.

وطالما قلنا حل والطريق نحو السلام يمرر . (بالحقيقة و العدالة؛ الاستقامة). هناك تفصيل في قرار المحكمة بشأن الجرائم والانتهاكات التي وقعت باقليم دارفور ؛ والمحكمة سببت فضيحة لنا في السودان ؛ فاتهام رئيسنا بين كل الرؤساء العالم وهم في سدة الحكم أعظم فضيحة عالمية للسودان ؛ وعار بالنسبة لنا  كما قال الرفيق مهدي  أبو شاو للبي بي سي . وكشفت تقارير المحكمة عن عجز كبير في أنظمتنا العدلية بشكل مخيف ومهين . و أبدى القضاة السودانيون عدم العلم بمعرفته معن تطور القانون الدولي إلى درجة أن صرح رئيس القضاة أنه لم يسمع عما يسمى بجرائم حرب أو جرائم ضد الانسانية أو حتى معرفة العهد الدولية الذي ينظم الحقوق المدنية والسياسية.

على العموم على الجنرال البشير تسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية احتراما للعدالة ان لم يكن يحترم الضحايا الذين قتلهم نظامه وعددهم 10 الف باعترافه  هو شخصيا. و300 ألف بشهادة المنظمات الدولية ؛ و800 الف بتقديرات مركز السودان المعاصر في دارفور منذ اندلاع الصراع قبل ثماني سنوات . وذلك بمعدل موت 100 ألف سوداني سنويا منذ خمسين عاما . والموت رحل وسكن في إقليم دارفور هذه السنوات فيقع الموت لشعبه تحت ظروف مختلفة منذ ثماني سنوات بقتل مباشر أو نساء تحت  الولادة أو أمراض الأطفال ؛ أو حتى قتلوا في الحدود مع دولة إسرائيل.
ما مدلولات هذا القرار في ضوء التطورات التي يشهدها الواقع السوداني وعلى أساسها
تم اصدار مذكرة توقيف البشير? المدلول الاول هو تطور الضمير العالمي وارتفاع نسب نبضه على  حس الجرائم البشعة التي تنتهك حقوق الإنسان وتؤنب الضمير العالمي من نهاية الحرب الكونية الأولى .

ثم مساعدة السودانيين وتنبيههم ان بلادهم هو اكبر بلد يشكل خطرا على الإنسانية بكونه يشكل حلقة مستمرة للموت والتدمير من جنوب السودان الى غربه وشرقه داخل البلاد وخارجه . كذالك تنبيه السودانيين على ضرورة تطورهم وتطوير دولتهم وبناء اجهزة عدلية نافذة تنقذ بلادهم . والمهم ان  يأخذ الضحايا حقوقهم ولا يستمر  يفلت مرتكبي الجرائم الكبيرة من العقاب فالتطورات متصارعة في دنيا الخراب والدمار في السودان وصدور القرار من الجنائية يعني تدخل دولة لمحاولة وقف عجلة التدهور الانساني في هذا البلد لغريب الاطوار .

الجنرال البشير يمثل راس الافعى الذي ينظم جرائم الهوليكوست في السودان  وتوقيفه مهم ليس لمحاسبتهم على الجرائم التي ارتكبها في ضحاياه في دارفور بل لوقف الجرائم  المستمرة بين يديه الان ؛ وانقاذ شعب اقليم درافور من الهلاك  المحقق. بالمناسبة الهوليكوست هذه كلمة اغريقية قديمة تعني الحرق ؛ حرق القرابيين المقدمة للالهة.
هناك ارتباط بين عبارة الهوليكوست و تقرب الدولة الدينية في السودان إلى السماء بحرق الإنسان وحرق عرضه وكرامته.

 كيف تنظر الى ملف دارفور?
هذا الملف لا يصح أن يفصل عن قضايا السودان في مجملها, اذ ان دارفور جزء من السودان ومشكلته جزء من المشكلة السودانية الكلية . وحلها يتطلب حل مشكلة السودان وعدم تجزئته في الحل النهائي . حاليا  هناك  ست قضايا أساسية  تحمل المسالة في اقليم درافور بسبب ان الإقليم
تحول إلى ميدان الحرب وساحة المعركة. لكن كل واحدة منها لها مسارها الخاص في الحل ولا يصح أن تحل واحدة على حساب المشكلات الأخرى, واذا حدث ان ان ادخلت  الدوحة  بعض القضايا مثل السلام مقابل ترك العدالة فهو حل لمشكلة على حساب مشكلة اخرى ؛ وهكذا تخلط المشكلات ؛ وجميعها  يعاني منها الاقليم ؛ ينبغي عدم خلط للاوراق لانها تطيل الصراع  .

 ما تلك المشكلات التي تتحدث عنها?
1- الملف الامني , وهو ما يتعلق بوقف القتل وتامين الانسان : اجرائيا يبدا بنزع أسلحة الميليشيات بما فيها الموالية والمعارضة والمستقلة أيضا بالمناسبة جميع المليشيات تعمل جنجويتية .ووقف الطيران الذي يقصف ؛ ووضع جيش سوداني يحمي السكان. نذكر في الاعتبار قوات الأجنبية اليونميد لحماية السكان.

2-   الملف الانساني  يعني توفير ماكل ومشرب وملبس واسكان للمواطنين بكرامة ؛ وتوفير
مستلزمات التعليم والصحة .

3- الملف الجنائي المتعلق بمحاسبة كل من تثبت ادانته في الجرائم  المتضمنة في نظام روما الأساسي بتعريف النظام الأساسي لجرائم . والمرفوع لمحكمة الجنايات الدولية.

4- ملف التعويضات : وتشمل تعويض السكان عن الخسائر المادية والمعنوية التي فقدوها خلال فترة الحرب ؛ ويشمل ايضا عودة النازحين واللاجئين الى مواطنهم ؛ وتحرير اراضيهم  ومزارعهم التي بنيت عليها مستوطنات جديدة لسكان عابرين جيء بهم  على خفية أسباب سياسية.

5-ملف الأعمار والتنمية : وهو ملف يعني تقدير كيف يمكن بناء   اقليم درافور وتنميته يحسن مناقشته بعد السلام .

6. احقاق  حقوق شعب  دارفور فيما يتعلق بشكل الحكم والادارة والموارد وهي جوهر المسالة
وهي جزء من الازمة السودانية ؛ التي ترتبط بمواضيع الحوار الوطني التي ذكرناه سابقا : مسألة الهوية ونظام الحكم وتوزيع والمشاركة في  ادارة الشؤون العامة للدولة بكل المستويات  .وهذا هو الملف الحقوق.

 كيف ترى زيارة وفد الجامعة العربية أخيرا لدارفور?
الجامعة العربية لا تزال تتصرف على أساس الخطاب المضلل للنظام الحاكم في الخرطوم, وهؤلاء ممن يمثلون النخبة الجلابية يروجون أكاذيب في حق العرق الزنجي كراهية وعنصرية وتسمعها الجامعة العربية مما سيرها جزء من الصراع . طبعا جلابة الخرطوم يعلنون أنهم المتحدثون باسم  العروبة في افريقيا الوسيط ؛ من هذا المنطق فالدفاع عن العروبة في السودان سلوك وتصرف يعادل النازية  في حق العرق الزنجي.

النظام الرسمي – العربي ممثلاً في الجامعة العربية ضابط الخطوت العامة للدول والانظمة يتحدثون عن الحقوق وحقوق الإنسان والشعوب بازدواجية معايير ؛فكثير ما اتهم النظام الدولي في التعاطي  مع القضايا العربية  بازدواجية معاير وفي الوقت نفسه
يمارسونها هم في أبشع صورها في حق  العرق الزنجي سكان السودان الأصليين المضطهدون
باسم العروبة والإسلام .
من التناقضات أنهم  يهاجمون سلوك القمع والاضطهاد والتطهير في سياسات اسرائيل نحو شعبهم في فلسطين بوصفهم  ويدعمون في الوقت نفسه ذات السلوك  من  القمع والاضطهاد والتطهير الذي يمارس بواسطة نظام الخرطوم في حق العرق غير العربي في السودان.

ان ما يدفعهم لرفض وكراهية اسرائيل يجدونه دافعهم لحب و تقبل النظام العنصري في الخرطوم . هذا تناقض وازدواجية معاير لكن هدفهم واضح هو ان كل ما يمثل عرقهم وثقافتهم العربي  مكان حرص واهتمام قاتلا هو او مقتول ؛ انهم معه ظالما او مظلوم ؛ بهذا الوعي فان الجامعة العربية غير
محايدة ووهي والنظام العربي الرسمي وشبه الرسمي يمثلون نواة  النازية العربية في المنطقة .

هل زرت إسرائيل ؟
لا لم أزر إسرائيل .

هل لديكم  فرع في إسرائيل ؟
لدينا مكتب للإحصاء مهمته متابعة شئون اللاجئين السودانيين هناك وفيما إذا يتعرضون لانتهاكات حقوق الإنسان . يرصد الشباب  أحوالهم  في تقارير تنشر بعضها في
الصحف والمواقع الإسرائيلية. بالمناسبة ليس لنا موقف من مسائل الصراع العربي الإسرائيلي لأنها ضمن مسائل لا يخصنا نحن في السودان ؛ ونحن السودانيين ولا نعادي أي طرف منهما بل نطوق لبناء صداقة مع كليهما على خلفية لكل شعب خصائصه ولكل شعب مصالح فوقت ما اتفقت مصالحنا مع أي منهم سنبني علاقات جيدة.لكن ما يفرق العرب عن الاسرائيليين لا يجمع العرب مع
السودانيين ؛ فنحن السودان في عيون العرب سواء مع الاسرائيليين اذ نصنف جميعنا  في
القاموس العربي  ضمن  الشعوب الاعاجم او غير العربية لكوننا من الزنج .

واختتم منعم سليمان رئيس مركز السودان المعاصر للدراسات والانماء حواره معنا مشيرا على ما اعلنه الرئيس الأميركي باراك اوباما في مسالة الارمن والاتراك ؛ اشار الى  أهمية أن تتصالح الشعوب مع ماضيها ونبذ مقومات الاقصاء  التي  كانت في الماضي ووقعت بظلاله على الحاضر , وقال ان الطريق الى  المستقبل ينبغي في الحاضر ان يتصارح الشعوب مع  الماضي . الانفصال بين الجنوب والشمال قد يحدث وهو ما يسميه استقلال شعب جنوب السودان من استعمار ما سماه اقلية الجلابة ؛  واشار الى ان شعب جنوب السودان مفصول عن السودان منذ خمسين عاما فصلا ذهنيا ونفسيا عن الشمال ؛ وما سيحدث عقب تحقيق تقرير المصير هو فصل قانوني فقط ؛ وكان يجب ان يعمل السودانيون من اجل عودة الجنوبيون من الانفصال .  واشار ا