مدنياً معتوهاً هاجم حراس القصر الرئاسي بالبوابة الشمالية

قال المتحدث باْسم الرئاسة السودانية ( عماد سيد اْحمد ) يوم السبت 8 نوفمبر 2014م أن مدنياً معتوهاً هاجم حراس القصر الرئاسي بالبوابة الشمالية بسلاح اْبيض واْنتزع سلاح اْحد الجنود , واْوضح خلال حديثه لوسائل الاعلام التي هرعت الي مكان الحادث , اْن الحرس اْطلقوا النار علي المهاجم بعد رفضه الاْمتثال للاْوامر الصادرة اْليه بالتوقف مما اْدي اْلي قتله , مشيراً اْلي اْن جنديين قتلا اْيضاً في الحادثة , واْضاف : سعد إن المهاجم اسمه صلاح كافي ، من بلدة كادوقلي في محافظة جنوب كردفان .
اْلي هنا يبدو الخبر غامض وينقصه كثير من الحقائق , عزيزي القارئ الكريم من هو صلاح كوه ؟ ولماذا ذهب الي القصر ؟ وهل كان ينوي مهاجمة القصر وقتل جنود الحراسة ؟ وهل هو فعلا معتوه اْو مجنون كما قال المتحدث الرئاسي عماد سيد اْحمد في بيانه ؟ هذه الاْسئلة المنطقية سوف نجيب عليها في سياق هذه المقالة حتي نكشف لك مدي حقارة وتزييف جماعة المؤتمر الوطني للحقائق , وكيف ينتهكون حقوق الاخرين .
عندما وقعت الحادثة يوم السبت , وتناولتها بعض الاعلام , جذبني حقيقة اْسم منفذ الهجوم بشكل كبير (صلاح كوه ) لان هذا الاسم يدل علي انه من ابناء جبال النوبة , اجريت عدة اْتصالات ماكوكية , بالمقربين من القصرالجمهوري اْو بالاحري العاملين بالحرس الجمهوري حتي وجدت مصدر موثوق به في صدق حديثه وهو قريب جدا من الشهيد صلاح كوه , لن اْذكر اْسمه لدواعي اْمنية .. قال لي وهو يبدو في وضع حزن شديد للغاية , باْن الشهيد اْسمه الحقيقي هو : ( صلاح كوه دلدوم كافي ) من اْبناء جبال النوبة صديقه ودفعته في قوات الحرس الجمهوري تدرج معه في الجندية حتي صار في رتب ( رقيب ) شارك كثير في مناطق العمليات برفقة العقيد \ الميت حسين جبر الدار , وكان اْخر مشاركته في العمليات العسكرية التي تقوم بها مليشايات البشير في جنوب كردفان ودارفور والنيل الازرق , عملية تحرير اْبو كرشولا قبل عامين تقريباً , وعندما رجع للخرطوم وداوم في عمله كجندي في القوات المسلحة السودانية , قدم طلب اْعفاء نهائياً من الخدمة العسكرية وتسوية حقوقه المعاشية , لم ينظر المسئولين ولا الشئون الاْدارية بوحدته في الطلب , ظل طلبه حبيس الاْدراج وسجل هو بدوره غياباً عن العمل لمدة عام ونصف تقريبا حتي ساءة حالاته المادية وعمه الفقر والجوع نظراً لتوقيف راتبه الشهري .
قبل ذهابه الي القصر الرئاسي , ذهب الي وحدته الادارية وحاول مناقشة اْمر إستقالته من الخدمة العسكرية مع المسئولين منه , لكنه وجد مقابلة سيئة , ونظرات لوم شديد من المسئولين ودار بينهم نقاش حاد في مساْلة الاعفاء من الخدمة , قال لهم اْذا لم تنظروا الي موضوع الاْعفاء من الخدمة وتسوية حقوقي سوف اْذهب الي رئاسة الجمهورية واْقابل القائد الاْعلي للقوات المسلحة ( عمر البشير ) واْحكي له ما بدر منكم حول تسوية حقوقي , قالوا له اْذهب اْنت حر !.. خرج من وحدته الادارية وقصد القصر الجمهوري , وقبل وصوله الي القصر اْجري اْتصال هاتفي بدفعته في الحرس الجمهوري كما قال لي المصدر , قال له اْنه قادم لمقابلة كبير المشرفين علي الحراسة ليساعده بمقابلة القائد الاعلي للجيش , وعندما حضر الي البوابة الشمالية , كان خبر قدومه قد ورد الي افراد الحراسة باْن صلاح كوه , قادما اليكم لإثارة ضجيج حول القصر , لا تدعوه يدخل وتعاملوا معه وفق قانون الحراسة والحالات الامنية المشددة , جاء صلاح كافي , وجد الافراد يعرفون مسبقا سبب قدومه الي القصر , المثير في القصة عزيزي القارئ الكريم , اْن اْفراد الحراسة في البوابة الشمالية كانو قد خدموا معه اْيام كان مواظباً في الخدمة , حضر الي البوابة واْلقي عليهم التحية واضعاً في ذهنه باْنهم سوف يسمحوا له بالدخول بحكم علاقة العمل والزمالة , لكن خاب ظنه .. تقبلوا سلامه وردوا عليه التحية لكن منعوه من الدخول , هنا كما قال المصدر : جن جنون صلاح كافي وراْي الدنيا كلها تاْمرات عليه حتي زملائه السابقين في الخدمة , حاول الدخول عنوةً وصاح فيهم بضرورة السماح له بالدخول لكن محاولاته باءت بالفشل , دخل معهم في جدال ونقاش شديد وحدث ضجيج حول القصر وبلبلة كبيرة للغاية , بعد ذلك حدث ما حدث , اْنتزع صلاح كافي سلاح احد الافراد الذي هدده واْشهر في وجوه فوه البندقية لكنه لم يطلق النار , بل إطلاق النار جاء من طرف ثالث كان مراقب الاحدث من علي مسافة ليست ببعيدة كما ذكر المصدر في حدثيه .
عزيزي القارئ الكريم :
هذه هي الحقيقة الغائبة عن الناس , اْنقله لكم بمصداقية كاملة من المصدر المقرب من الشهيد صلاح كوه دلدوم كافي , دون زيادة اْو نقصان مني اْو تدخل , فقط قمت بسياقة الاحداث , وفق شرف واْخلاقيات المهنة الصحفية , تبقي الحقيقة للقصة تقول : صلاح كوه دلدوم كافي , ليس مدنياً كما اْدعي المتحدث باْسم الرئاسة , وليس معتوها , ولا مجنون , بل يتمتع بعقل سليم وذاكرة حديدية قوية , صلاح كوه قتل بعد أن قدم للقوات المسلحة خدامات رائعة , صلاح كوه , قتل لاْنه رفض الاستمرار في الخدمة العسكرية , صلاح كوه قتل بعد إهانة شديدة من قبل المسئولين منه , رحم الله الشهيد البطل الذي دافع عن حقه , رحم الله الشهيد صلاح كوه واْسكنه فسيح جناته مع الصدقيين والشهداء وحسن اْولئك رفيقا .
اْ\ ضحية سرير توتو \ القاهرة .