ولاية شمال كردفان تعيش توتراً امنياً وتحبس انفاسها

 (photo: )

التغيير : الابيض

لقى، احد سكان ضواحي مدينة الابيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، مصرعه بنيران مسلحي مليشيا الجنجويد اثناء دفاعه عن زوجته التي كان يحاول افراد المليشيا اغتصابها، فيما تسود حالة من الإحتقان وسط اهالي المنطقة في ظل تكرار تعدي المليشيات المسلحة القادمة من اقليم دارفور علي السكان.

وتفيد الانباء الواردة من شمال كردفان، ان الولاية تعيش توتراً امنياً وتحبس انفاسها بعد قدوم الآلاف من مليشيا الجنجويد، المدججين بالاسلحة الثقيلة، منسحبين من المعارك الضارية التي شهدتها انحاء متفرقة من جنوب كردفان وتهديدهم باقتحام مدينة الابيض.

وقال، شيخ  قرية الهشابة، عبدالله أبوحليمة، في تصريحات صحفية ان : “المواطن الهادي جمعة لقي مصرعه، صباح الجمعة، علي يد افراد من قوات الجنجويد المتواجدة بالمنطقة حينما حاولوا الإعتداء على زوجته وإغتصابها”.

واضاف ابوحليمة : ” بسبب مقاومة القتيل افرغ عليه أحدهم خزانة بندقيته ليصيبه في مناطق متفرقة من جسده وهو ما أودى بحياته في الحال وإنتقل علي اثره إلى الرفيق الأعلى، وفقا لقوله.

وافاد، عمر ود ابوبكر وهو احد المنتمين لقبيلة البديرية التي ينحدر منها القتيل، ان قبيلته حشدت افرادها لمواجهة مليشيات الجنجويد وإذا لم يتم تدارك الامر بسرعة فإن “الولاية قد تكون مقبلة علي مواجهات عسكرية”.

وادي، والي الولاية، احمد هارون، الجمعة، الصلاة علي القتيل.

 وأكد هارون في تصريحات مقتضبة أنه “سيحسم التفلتات”. ووقف برفقة معتمد شيكان ومدير جهاز الأمن بالولاية ومدير الشرطة على ملابسات الحادث وتقرير الطبيب.

وكشفت معلومات، تحصلت عليها (التغيير الالكترونية) ان الآلاف من مقاتلي مليشيا الجنجويد يتجمعون جنوب منطقة طيبة وقرب مطار الابيض، بعد انسحابهم من المعارك الضارية التي شهدتها ولاية جنوب كردفان الايام الفائتة و هددوا الوالي “باقتحام المدينة إذا لم يحصلوا علي مستحقاتهم المالية خلال 48 ساعة”.

وقالت مصادر، ان الجنجويد فقدوا اعدادا كبيرة من القتلي بينهم قيادات، بسبب “وعورة جغرافيا منطقة جبال النوبة وتضاريسها والتنظيم العالي لقوات الجيش الشعبي لتحرير السودان التي تقاتل الجيش الحكومي منذ العام 1984م”.

ورفض الجنجويد العودة لجنوب كردفان مجدداً وطالبوا بتعويضات مالية ضخمة لمشاركتهم في القتال، ولاسر القتلي والجرحي. فيما رفضوا تسليم عتادهم واسلحتهم لقيادة المنطقة العسكرية بالابيض وهددوا بانهم سيعودوا بها لدارفور.

وذكرت المصادر ان الوالي احمد هارون توجه للخرطوم مساء الجمعة لاستجلاب الدعم المادي و “تخليص ولايته من الانفلات الامني والعسكري الوشيك الذي قد تكون مقبلة عليه” 

وتؤكد المصادر ان الوالي احمد هارون يمسك بملف الجنجويد ويتخذ من ولاية شمال كردفان مركزاً “لقيادتها وتوفير الامدادات”. وهو احد المتهمين الثلاثة من المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب وجرائم اخري، بجانب الرئيس البشير وعلي كوشيب.

وكانت، اشتباكات مسلحة، قد وقعت بين مليشيا الجنجويد وقبيلة المسيرية، الشهر الماضي في منطقة الخراسان الواقعة شمال هجليج بولاية جنوب كردفان، بسبب عمليات “النهب المتكررة من قوات الجنجويد لاسواق المنطقة لتغطية نقص تعييناتهم.

وادت الاشتباكات لمقتل ثمانية من المسيرية، وضابط في جهاز الامن برتبة النقيب، وسقوط عدد من الجرحي.

واتهم افراد الجنجويد، المسيرية، بانهم السبب في هزيمتهم بسبب وقوفهم مع قوات الحركة الشعبية وكشفهم لحركة قوات مليشيا الجنجويد.

وكان المشير البشير، القائد الاعلي للقوات المسلحة السودانية، قد اعلن نهاية العام الماضي ان العام 2014م هو عام نهاية التمرد.

وتوجه المحكمة الجنائية الدولية ومنظمات محلية ودولية، إتهامات لمليشيات الجنجويد بارتكاب عمليات تطهير عرقي وجرائم حرب، خلال النزاع الذي اندلع في دارفور منذ العام 2003م.